"نشرة العاشرة مساءا من قناة الرياضية، إليكم العناوين"، بهذه الجملة المرفقة بابتسامة أنيقة، تطل سهام البوش الصحفية بقناة "الرياضية" على المشاهدين لتخبرهم أن زعامة الوداد للدوري مهددة أو أن الرجاء البيضاوي تمكن بنجاح من تجاوز الدور التمهيدي لعصبة الأبطال الإفريقية، أو أن سفينة فريق الاتحاد القاسمي تغرق في وحل أسفل الترتيب في القسم الوطني الثاني، هكذا تقدم سهام البوش العناوين بكثير من الحماس والنشاط الذي جعلها نجمة لدى أغلب مشاهدي قناة "الرياضية". اشتغلت سهام البوش كمراسلة رياضية في قناة "الخليفة نيوز" من المغرب، ثم انتقلت إلى جريدة "النهار المغربية"، قبل أن تلتحق بالطاقم الشاب الذي كان يعد لانطلاق أول قناة رياضية بالمغرب، لتنال بعدها شرف تقديم أول نشرة إخبارية تطل فيها على المشاهدين من القناة الجديدة. في هذا الحوار مع "هسبريس"، تتحدث سهام البوش عن مسارها الصحفي، وعن المشاكل التي تعترض عملها كصحفية، وعن النقد الذي يطال قناة "الرياضية"، وعن أشياء أخرى ندعوكم لاكتشافها في هذا الحوار. من جريدة "النهار المغربية"، إلى قناة الرياضية، كيف جاءت هذه القفزة النوعية؟ أولا قبل أن أشتغل بجريدة "النهار المغربية"، خضت تجربة بالتلفزيون من خلالي اشتغالي مع قناة "خليفة نيوز" كمراسلة لأخبار الرياضة من المغرب، وبما أن القناة كتب لها التوقف لأسباب معلومة، كان بديهيا أن أشتغل في منبر إعلامي جديد وبعد عامين من العمل في الصحافة المكتوبة من خلال يومية "النهار المغربية"، انتقلت إلى قناة الرياضية، قبل أكثر من أربعة أشهر عن انطلاقتها وكنت من المشاركين في مرحلة الإعداد لانطلاقتها. وكما يعلم الجميع كنت أول وجه تلفزيوني يطل على شاشة الرياضية، من خلال تقديمي لأول نشرة أخبار مباشرة بعد افتتاح إرسال القناة في 16 شتنبر 2006. هل يمكن الحديث عن أنك وجدت نفسك أكثر في الإعلام المرئي أكثر من الإعلام المكتوب؟ بالنسبة لي، الإعلام المرئي أو المكتوب سيّان، مادامت الرسالة واحدة، ومادام عملي كإعلامية رياضية تحكمه القواعد النظرية والتجربة الميدانية، فضلا عن الموهبة وحب الإعلام وعشق الرياضة والاهتمام بكل تفاصيلها. لأن هدفي الأول والأخير، هو إيصال رسالة إعلامية راقية، تخدم الرياضة والإعلام الرياضي على حد سواء. الفرق الوحيد، هو كون التلفزيون يوفر الشهرة والانتشار السريع. ومع ذلك، فالمهم بالنسبة إلي هو الاستمرار والتحسين من أدائي دائما والرفع من ثقافتي الرياضية. الكل يتحدث اليوم على أن الممارسة الرياضية في المغرب ليست بخير، فهل يمكن أن نعدل السؤال قليلا ونقول أن الصحافة الرياضية أيضا ليست بخير؟ لا، ليس بالضرورة، فعلا الرياضة تمر بظرفية صعبة، لكننا كإعلاميين ينبغي أن نساهم في عملية الإنقاذ وإخراج المجال من الأزمة، من خلال تقديم الدعم لإعادة الروح إلى الرياضة الوطنية. وعموما الإعلام الرياضي يظل شريكا استراتيجيا للمساهمة في الدفع بقاطرة الرياضة إلى الأمام. بابتسامة أنيقة تطلين على المشاهدين في المساء وأنت تقولين: "نشرة العاشرة من قناة الرياضية، أهلا بكم مشاهدينا، هذه العناوين"، ما إحساسك حينها وملايين المغاربة ينتظرون أن تزفي لهم الجديد في كل نشرة؟ هو إحساس بالمسؤولية قبل كل شيء آخر، لأني قبل أن اطلع على الهواء، أعي جيدا بأن الملايين من المشاهدين ينتظرون أخبار جديدة ويتلهفون لمتابعة ما سأقدمه، لذلك عندما أبدا النشرة احرص بشدة على إقناع المشاهد وكسب ثقته، وخصوصا أن أكون صادقة في خطابي وأدائي، بتلقائية وعفوية. لأن أهم وأصعب شيء، هو أن تكون ذلك الإعلامي الذي يقرأ المشاهد في عينيه كل الصدق ويبعث على الارتياح. كنت جيدة في إدارة بعض البرامج التي كانت تناقش بعض القضايا الرياضية، فلماذا لم تكن هناك استمرارية في تقديمها مع انك كنت مميزة؟ بالفعل، الحمد لقد نجحت في تقديم وتنشيط عدة برامج على "الرياضية" منذ انطلاقتها، وهو عمل كان بالموازاة مع تقديم نشرات الأخبار. وإلى الآن، أبقى الوحيدة التي أسندت لها مهمة تقديم عدة برامج، منها غرائب رياضية التي انتهت بانتهاء العقد الذي كان يربط معدها مع القناة. وحصيلة الأسبوع، وبرنامج على الهواء، أما بخصوص ظهوري في برنامج مستودع، فكان باتفاق مع معده ومقدمه أسامة بن عبد الله، كان اتفاق من اجل أن أقدم حلقة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة العام الفائت، وكانت حلقة متميزة. والباب لم يغلق في وجهي بخصوص تقديم البرامج نحن دائما بصدد البحث عن الإضافة وعن الجديد، اعتقد أن المسألة إستراتيجية بالضرورة. البعض ينتقد بشدة قناة الرياضية بفعل تكرار نفسها في العديد من البرامج، كما أن الانتقاد يتوجه إلى المعلقين الرياضيين بفعل افتقادهم لملكة الإبداع إلى الحد الذي يجعلهم يذيعون بعض المباريات بشكل هجين حسب ٍرأي العديد من المشاهدين، فهل عامل قلة الخبرة هو السبب، أم أن سوء اختيار الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة هو المسبب لكل هذه الانتقادات المتكررة للقناة؟ رغم انه من موقعي لا يحق لي الحديث في الموضوع، سأقول لك بأن قناة "الرياضية"، شكلت نقلة نوعية كبيرة في الحقل الإعلامي الرياضي، وتعد حدثا تاريخيا ينبغي علينا جميعا الافتخار به. وبخصوص الانتقاد اعتقد انه يبقى محدودا مقارنة بما تلقاه القناة من دعم وثناء على المجهودات المبذولة. وإجمالا يبقى النقد البناء ضروريا لتصحيح الأخطاء، والرفع من الأداء. أما بخصوص التعليق، لا يوجد مطلقا نموذج للتعليق ينبغي على المعلقين الرياضيين بصفة عامة إتباعه بالتفصيل، وبالتالي يبقى لكل معلق طريقته وأسلوبه الخاص به، وهكذا يكون لكل معلق محبيه ومعجبيه، وأيضا منتقديه. وبخصوص زملائي المعلقين في "الرياضية" فهم استطاعوا أن يمنحوا إضافة إلى ميدان التعليق الرياضي في المغرب، والدليل هو الانتشار السريع الذي حققه معلقو الرياضية في وقت وجيز. في آخر مباراة بين الوداد والدفاع الجديدي كانت مشاعرك باردة ومرمى الوداد تتلقى الهدف تلو الآخر، هل يعني هذا أنك رجاوية؟ ليست المسالة هل أنا رجاوية أو ودادية، أنا كنت أتابع مباراة الوداد ضد الدفاع الجديدي من المدرجات كإعلامية محايدة، ودائما ما احرص على متابعة المباريات الكبيرة، والتي تجمع فرق قوية على الصعيد الوطني، والمباراة التي آثرت الحديث عنها، كانت مواجهة قوية والفريقان قدما مستوى جيد واستمتعت بمشاهدتها، وعموما فانا اعشق كرة القدم بجنون وأحب الوداد وأحب الرجاء وأحب الجيش الملكي وأحب كل الفرق التي تقدم الفرجة. كعنصر نسوي يعمل في مجال الصحافة الرياضية، أين تتجلى الصعوبات التي ترافق عملك اليومي؟ الصعوبات تتجلى أساسا في بعض المضايقات أو التقليل من كفاءة الصحفية الرياضية، أو التحرشات وتجاوز للخطوط الحمراء. ورغم كل ذلك، فالصحفية الرياضية لديها كل القدرات للصمود في وجه كل محاولات الإحباط أو التقليل من كفاءتها. بالإضافة إلى تقديم نشرات الأخبار على الرياضية، هل يمكن أن نسمعك يوما وأنت تذيعين مباراة في كرة القدم وتصرخين قائلة: "هدف في مركب محمد الخامس"؟ التعليق يتطلب مسؤولية كبيرة لأن المشاهد والمتلقي الرياضي أصبح متتبعا متميزا، ويملك ثقافة رياضية واسعة، وليس من السهل إقناعه. وربما ستكون خطوتي المقبلة اقتحام ميدان التعليق الرياضي، لأني أحاول التدرب على الموضوع، وأتمنى فقط أن يكون الجمهور والمتلقي على استعداد لتقبلي. كان لديك عرض من قناة "الجزيرة الرياضية" للالتحاق بطاقمها، لن مع ذلك استمريت في قناة "الرياضية"، فماذا حدث؟ بخصوص موضوع "الجزيرة الرياضية"، فكوني تلقيت عرضا مغريا من قبل القناة هو تشريف، واعتراف بمؤهلات الصحافية الرياضية المغربية. بالفعل كنت وقعت مبدئيا العقد وزرت القناة بقطر، لكن ظروف شخصية وعائلية حالت دون الالتحاق ب "الجزيرة الرياضية" في ذلك الوقت والخير في ما اختاره الله. تعتبرين أول امرأة صحافية تتواجد بالمكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، ماذا يعني لك ذلك؟ عضويتي بالمكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية يعود فيها الفضل للأستاذ بدرالدين الإدريسي، واشكره على الثقة التي أولاني إياها، وصراحة اعتبر نفسي محظوظة كوني أول صحافية امرأة تدخل مكتب الجمعية المغربية للصحافة الرياضية وهو تكليف أكثر من تشريف، والحمد لله نجحنا مباشرة بعد تعيني رئيسة للجنة الصحافيات الرياضيات بالجمعية، في تنظيم أول ملتقى للإعلاميات الرياضيات الجمعة الماضي. والذي كان ناجحا بكل المقاييس، كأول حدث من نوعه نقوم بتنظيمه. [email protected]