تشك المصالح الأمنية الإسبانية المكلفة محاربة الإرهاب، في احتمال لجوء معتقلين إسلاميين نجحوا في شهر إبريل الماضي في الفرار من سجن القنيطرة المركزي، إلى الأراضي الإسبانية، والاختباء بها في انتظار قيامها بأعمال إرهابية، تستهدف المصالح الإسبانية في الداخل والخارج. "" وورد هذا الاعتقاد في تقرير مكتوب يقع في 13 صفحة، أعدته ذات المصالح قبل أقل من شهر، واطلعت إذاعة «كادينا صير» الواسعة الذيوع في إسبانيا على مضمونه، حيث اشار التحذير الى وجود خلايا إرهابية فوق التراب الإسباني، تستوحي آيديولوجيتها من تنظيم القاعدة، ومن الجماعات المستقرة في منطقة الساحل الأفريقي، وكلها تنشط على غرار المجموعات إرهابية في الصومال والعراق وأفغانستان وباكستان. ويضيف التقرير الأمني أن الاستخبارات الإسبانية، ضبطت في الآونة الأخيرة تحركات تنسيق قامت بها خلايا إرهابية تتوزع بين المغرب والجزائر وإسبانيا، وذلك بهدف إعادة تسليحها وتهيئتها لشن عمليات إرهابية. ويربط التقرير بين التحرك المسجل وعملية فرار المعتقلين المغاربة من سجن القنيطرة، الذين ينعتون بكونهم من أتباع ما يسمى «السلفية الجهادية». وعدد التقرير البلدان المحتمل تعرضها لهجمات إرهابية، تستهدف المصالح الإسبانية الموجودة فيها، وهي المغرب العربي والعراق والسودان واليمن ولبنان. واستدل التقرير، في معرض استنتاجاته، بالتصريحات والدعوات التي أطلقها في المدة الأخيرة، زعماء تنظيم القاعدة، حثوا فيها أتباعهم على وحدة الصف. يذكر أن المصالح الأمنية المغربية، طلبت من نظيرتها الإسبانية، في الأيام الأخيرة، إحكام المراقبة على الحدود المشتركة بين البلدين والتأكد من هويات العابرين والقادمين من النقط الحدودية في مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تحتلهما إسبانيا في شمال المغرب، والمحتمل أن تكونا ملاذين للهاربين من سجن القنيطرة. وفي هذا الصدد، زودت المصالح المغربية نظيرتها الإسبانية بمعلومات دقيقة عن هويات الفارين وصورهم. ولوحظ أن المغرب، قام بهذا الإجراء، بعد نجاح قوات الأمن في اعتقال واحد من الفارين، يحتمل أن يكون قد أدلى بمعلومات ولو ضعيفة عن المسارات التي سلكها الفارون بعد نجاحهم في تخطي أسوار السجن.