"قد يتخذ السجناء الإسلاميون الفارون من سجون المغرب إسبانيا ملاذا لهم"، هذا ما ذكره تقرير سري أعده قبل أقل من شهر المركز الإسباني الوطني للتنسيق في مكافحة الإرهاب. وشدد التقرير في إحدى فقراته على أن "خطر الإرهاب الإسلامي المتطرف لن يتقلص في اسبانيا على المدى القصير، رغم عدم حدوث أية هجمات إرهابية مؤخرا". ويتخوف التقرير السري، الذي ورد في 13 صفحة، التهديد الإسلامي على الأمن الداخلي والخارجي لإسبانيا، حيث يشير المركز الوطني للتنسيق في مكافحة الإرهاب إلى وجود "تهديد كبير من طرف الخلايا المحلية المقيمة بإسبانيا والتي يتم توجيهها وتأطيرها من طرف تنظيم القاعدة والجهاديين القادمين من منطقة الساحل، وباكستان وأفغانستان والعراق، والصومال، والذين يتخذون من إسبانيا ملجأ لهم بعد انتهاء فترة تدريبهم". وعلى سبيل التحذير، كشف التقرير الاستخباري الإسباني "استطاعة الحركات الإسلامية المتطرفة إعادة التسلح العسكري في ما بينها وخصوصا بين إسلاميين جزائريين وخلايا محلية مغربية". وفي هذا الصدد أبرز التقرير تخوفه من عملية فرار الإسلاميين التسعة من سجن القنيطرة. كما حدد التقرير في جزئه المتعلق ب"المصالح الإسبانية المهددة في الخارج" قائمة طويلة من البلدان التي مازالت تحتفظ فيها إسبانيا بمصالح اقتصادية فعالة، حيث تتخوف من تعرضها لضربات إرهابية متوقعة، من بينها المغرب والجزائر وتونس ولبنان واليمن والصومال والسودان والعراق. ويخلص التقرير السري إلى أن "مضاعفة الزعماء الروحيين وقادة تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة لخطبهم ورسائلهم المشفرة لتعبئة أعضائها وشبكاتها المنتشرة في مناطق متعددة"، ينذر بوقوع ضربات إرهابية ضدها. ووفق مصادرنا الخاصة فإن التقرير الاستخباري الأخير جاء تتويجا لتقارير أخرى سابقة كانت "المساء" قد أوردت جزءا منها والتي تتعلق بتخوف إسبانيا من اختراقها، ليس فقط من طرف عناصر متطرفة مغربية، بل آسيوية أيضا، خصوصا بعد اعتقال الحرس المدني الإسباني منذ شهور ل 14 شخصا آسيويا لارتباطهم بشبكات "إرهابية"، وهي العناصر التي، حسب وزير الداخلية الاسباني، كانت تعتزم القيام بهجمات في مدينة برشلونة، حيث كشف الأمن الإسباني أن 12 شخصا من ضمن المعتقلين هم من جنسية باكستانية، أما الاثنان الآخران فهما من الهند. وتضيف مصادرنا أن التحقيقات الأمنية كشفت حينها أن المتفجرات التي تم العثور عليها من نوع "TATP" المعروفة "بمتفجرات الفقراء"، وهي من النوع الذي استعمل في تفجيرات الدارالبيضاء ولندن، مضيفة أن المتفجرات قد تم إرسالها من خارج إسبانيا إلى المجموعة المعتقلة "المنتمية إلى جماعة الدعوة والتبليغ بمنطقة كاتالونيا والتي لها امتدادات في دول آسيوية" تقول المصادر. ويعتبر التقرير تحذيرا جديدا لإسبانيا من ضرب مصالحها الخارجية في المغرب أو دول أخرى سبق ذكرها، كما أعرب عن تخوفه من توجيه ضربات إرهابية في المدينتين سبتة ومليلية باعتبارهما تأتيان ضمن أولويات تنظيم القاعدة ، حيث وجه الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري أربعة تحذيرات للمدينتين خلال تسجيلاته الصوتية التي يشير فيها إلى أن "جيب مليلية يعتبر كيانا لا ينفصل عن الصليبيين".