انتقد محمد ضريف مضمون التقرير الذي أعده المركز الوطني لتنسيق مكافحة الإرهاب باسبانيا، قال إن الربط الذي جعله التقرير بين فرار مجموعة من سجناء السلفية الجهادية من السجون المغربية واعتبارهم خلايا ارهابية تريد استهداف اسبانيا هو ربط ينسف في العمق محتويات هذا التقرير، فالتنظيمات المتطرفة كما نعرفها، يقول ضريف، دائما تبحث عن استقطاب عناصر غير متابعة أمنيا ولا تثير شكوك المجتمع والأجهزة الأمنية، في حين أن المراهنة على سجناء معروفين ومطلوبين من طرف السلطات المغربية والانتربول لتنفيذ عمليات داخل اسبانيا يعني أن هذه التنظيمات الإرهابية تعيش أزمة عميقة بمعنى أنها لم تعد لديها قدرة على الاستقطاب من خارج السجون. وتساءل ضريف عن السبب وراء تضخيم خطر هذه التنظيمات إذا كان مغزى التقرير يفيد أن المراهنة على سجناء يفرون من السجن، يعني أن هذه التنظيمات تعاني أزمة حقيقية . وذهب التقرير المذكور إلى أن اسبانيا يمكن أن تكون حاليا ملاذا للإسلاميين الهاربين من السجون المغربية وأن ذلك يعني وجود تهديد لاسبانيا من طرف الخلايا المحلية المقيمة في اسبانيا والتي تستلهم أفكارها من القاعدة والجهاديين القادمين من الساحل وباكستان وافغانستان والعراق والصومال والذين يختبئون في إسبانيا بعد انتهاء فترة تدريبهم. وأبرز التقرير أن المصالح الاستخباراتية كشفت عن تحركات عسكرية لإعادة تسلح تتم بين نشطاء راديكاليين جزائريين وخلايا محلية مغربية. وبهذا الاتجاه تظهر خطورة حوادث هروب الإسلاميين الأخيرة من المغرب، كما وقع منذ أقل من شهرين من سجن القنيطرة. ورد الضريف على ذلك بقوله إن المعلومات المتوفرة حاليا تقول بأن هؤلاء الفارين ربما توجهوا نحو الحدود المغربية الجزائرية نظرا لشساعتها، والكل استبعد أن يتوجهوا نحو الشمال والدخول إلى اسبانيا لأن العملية جد معقدة. ويرى ضريف بأنه ينبغي وضع هذا التقرير في سياقه العام فكثير من الجهات الغربية ما فتئت تتحدث عن المخاطر التي يشكلها الإرهابيون في منطقة المغرب العربي، منها آخر تقرير أمريكي صادر عن البنتاغون الذي أشار بشكل واضح إلى أن ثقل تنظيم القاعدة أصبح متركزا في المغرب العربي، فمثل هذه الرؤى التي يتم تمريرها عن طريق تقارير يضفى عليها أحيانا طابع رسمي، لا ينبغي فصلهاعن خطاب سياسي يتم ترويجه لتضخيم خطر التنظيمات الإرهابية. وفيما يخص تهديد المصالح الاسبانية بالخارج عدد التقرير قائمة طويلة من البلدان حيث تتوفر إسبانيا على مصالح اقتصادية مهمة وفعالة. منها المغرب العربي وليبيا واليمن، وأكد وجود تهديدات تستهدف اسبانيا في الصومال والسودان والعراق. التقرير خلص الى القول أن الزعماء الروحيين والمسؤوليين التنفيذيين للقاعدة ضاعفوا في الآونة الأخيرة خطابهم للتعبئة والابقاء على التوتر والتماسك بين المقاتلين في ظل غياب أعمال مسلحة.