أكدت مصادر من وزارة الداخلية الاسبانية، أن برشلونة تحولت في السنوات الأخيرة إلى قبلة لأنشطة العديد من أجهزة المخابرات الأجنبية ، وعلى رأسها المخابرات المغربية ، التي تتعقب الخلايا « الجهادية» المنتشرة بشكل واسع في العاصمة الكاطالانية ونواحيها . وفي هذا الإطار، أوضح متخصص تابع لمركز الدراسات الاستراتيجية بكاطالونيا ، أن برشلونة أصبحت ساحة لنشاط « الجهاد الدولي» ، وبالتالي أصبحت وجهة للمتطرفين القادمين من مختلف الدول ، وكنتيجة لذلك ، أصبحت ساحة عمل لأجهزة المخابرات التي تتعقبهم وتسعى إلى وضع حد لتحركاتهم المعادية . وحسب مصادر وزارة الداخلية الاسبانية ، فإن المخابرات المغربية هي الأكثر تحركا ونشاطا في برشلونة ، حيث يتواجد عناصرها في مختلف الأماكن المحتمل أن تضم متطرفين أو تشكل مشتلا لاستقطاب عناصر جديدة ، بما في ذلك المساجد . وبالإضافة إلى المخابرات المغربية ، تشهد برشلونة تواجدا مكثفا لمخابرات دول أخرى من بينها المخابرات الباكستانية ، الأمريكية ، الفرنسية ، الإسرائيلية والهندية ، وذلك لنفس الهدف : تتبع تحركات العناصر « الجهادية» ومعرفة مخططاتها وأهدافها . ومعلوم أن كاطالونيا ، وبرشلونة بالخصوص ، شهدت في السنوات الأخيرة تفكيك العديد من الخلايا المرتبطة بالقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية ، وشكل المغاربة أكبر عدد من الموقوفين خلال هذه الحملات ، التي لا تزال متواصلة ، لإحباط العمليات الإرهابية في إسبانيا أو غيرها من الدول ، بما في ذلك المغرب . وكان تقرير سابق لمصلحة مكافحة الارهاب بإسبانيا أكد وجود ثمانية تنظيمات « جهادية » متمركزة بشكل قوي في الجار الشمالي ، بينها ثلاثة من المغرب والجزائر ، تشكل خطرا حقيقيا ويمكن أن تقوم بأعمال إرهابية في أي وقت ، على غرار التفجيرات التي استهدفت قطارات العاصمة مدريد في 11 مارس 2004. ومن بين التنظيمات المغربية التي أشار إليها التقرير « الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة» و « السلفية الجهادية» المغربية بالإضافة إلى « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» الذي كان في السابق يحمل إسم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي نشأت في الجزائر وكانت ولا تزال وراء العديد من العمليات الارهابية هناك ، وتضم بين عناصرها العديد من المغاربة ، ويتركز نشاط هذه المجموعات في « كاطالونيا» وهناك تستقطب أتباعها. وتؤكد مصلحة مكافحة الإرهاب الإسبانية أن هناك العشرات من قيادات منظمة «القاعدة في المغرب الإسلامي» وشبكات إرهابية أخرى تمكنت من الفرار إلى إسبانيا والاختباء بها بعد تشديد الخناق عليها من طرف السلطات المغربية والجزائرية ، وهناك عاودوا نشاطهم الذي أصبح يتزايد بشكل ملحوظ مما حدا بالمخابرات المغربية وغيرها إلى ملاحقتهم هناك وتتبع تحركاتهم .