أكدت مصادر وثيقة الإطلاع أن المتهم عبدالقادر بليرج كشف عن حقائق أخرى، يؤكد مصدرنا أنها تتعلق باتهامات بالعمالة لفائدة مخابرات أجنبية لاختراق مايسمى ب «الحركات الاسلامية»، وسعي السلطات البلجيكية لاستقطاب مغربي تم رفض الموافقة على طلب تجمعه العائلي، إضافة إلى اشتباه متهم ضمن هذه الخلية في عضو سابق بحركة الشبيبة الاسلامية مقيم في بلجيكا لتعامله مع المخابرات المغربية، واتهامه باختلاس أموال قادمة من إيران لفائدة الجماعة، والمطالبة بتصفيته جسديا!؟. في هذا الصدد صرح المتهم عبدالقادر بليرج أنه عند عودته إلى بلجيكا على إثر لقاء عقد بالمغرب جمع معلومات حول «المشتبه فيه» الأخير فتبين له أنه عميل بالمخابرات الفرنسية في إطار محاربتها للحركات «الإسلامية»، بينما أفاد متهم آخر، وفق المنسوب إليه تمهيديا، أن فكرة تصفية هذا الأخير طرحت في إحدى اللقاءات بالمغرب، باعتباره يمثل خطرا على حركة «الاختيار الإسلامي» بسبب علاقته المشبوهة في بلجيكا / عميل للمخابرات البلجيكية، واسترزاقه باسم الحركة في جمع الأموال لعائلات الجماعات، خاصة المجموعة 71، علما أن متهما آخر كان قد شكك في تصرفات المشتبه فيه في بلجيكا، حيث بعث رسالة في الموضوع سنة 1987، إلا أنه بعد تحري أحد «الإخوة» طمأن صاحب الرسالة، الذي لم يقنع بالأمر. وأوضح المتهم بليرج أن أحد عناصر تنظيم القاعدة بألمانيا، الذي يضم خمسة مغاربة، أخبره أنه تم التبليغ عنهم لدى المصالح المغربية من طرف إمام بمسجد AKHEN ، بعد إشعاره من طرف والده بذلك، والذي يشتغل مسؤولا بالسلطة المغربية. ونسب الى المتهم عبدالقادر بليرج خلال حديثه عن وساطته لعنصر من خليته في القنيطرة للزواج من أخت غير شقيقة لعضو تنظيم القاعدة، الملقب بأبي المنذر، أنه بعد تلبية طلب المعني بالأمر والتحاقه ببلجيكا من أجل تسوية ملف التجمع العائلي تم رفض الطلب، إلا أنه عند رجوعه إلى المغرب أخبره أنه رفض عرضا تقدمت به السلطات البلجيكية، يقضي بتعاونه معها، لكون ذلك يدخل في نطاق المحرمات دينيا. وأكد المتهم بليرج في تصريحه التفصيلي أمام قاضي التحقيق أنه انطلاقا من سنة 2000 اتصلت به المخابرات البلجيكية من أجل التعاون معهم ومساعدتهم في بعض الملفات الإرهابية والتبليغ عن بعض الأشخاص السلفيين، خصوصا جمع معلومات حول المسمى مصطفى بوسيف، الذي تناولنا أمس في «العلم» جانبا من أدواره في هذه الخلية، حيث أكد بليرج لعناصر المخابرات أنه سيساعدهم إذا علم أن شيئا يهدد أمن الدولة البلجيكية، مضيفا أنه كان يجلس في بعض الأحيان مع المخبر المسمى «تاتريك» لإعطائه وجهة نظره حول بعض القضايا التي كان يطرحها عليه هذا الأخير، لكنه رفض التعامل معهم مقابل مبالغ مالية. ويذكر أن «العلم» كانت قد أثارت دور المتهم بليرج، والمسمى محمد الكربوزي أحد كوادر الجماعة المغربية المقاتلة، في التبليغ عن هجوم إرهابي كان يستهدف أحد مطارات بريطانيا مما يعني أيضا توظيف الكربوزي من قبل المخابرات البريطانية التي رفضت سلطاتها مرارا تسليم هذا الأخير بعد الحكم عليه غيابيا ب 20 سنة سجنا. وعموما فإن تحركات المتهم بليرج وعدد من المغاربة المذكورين ضمن هذه الخلية فوق تراب بلجيكاوفرنساوألمانيا بوجه خاص يثير كثيرا من اللبس، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر2001، وما تبعتها من عمليات إرهابية، حيث يستشف من خلال قراءة المعطيات المتوفرة في النازلة استحالة عدم وجود تغطية أمنية، بالنظر لتحركات عناصر من هذه الخلية في اتجاهات مختلفة نحو تنظيم القاعدة، وجماعات متطرفة بكل من فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، السعودية، تركيا، الجزائر، لبنان، وأفغانستان، من قبيل «حركة المجاهدين في المغرب»، و «الحركة الثورية المغربية»، و«الجماعة المغربية المقاتلة» وخلايا تابعة لتنظيم «القاعدة»، حسب ما يتضح من معطيات هذه النازلة التي انتهي فيها التحقيق، وأحيلت على هيئة الحكم بملحقة سلا. إن هذا الجانب يطرح في العمق مسألة توظيف بعض المغاربة ضمن أجهزة المخابرات الأجنبية، ليس فقط في اتجاه ما يسمى «الحركات الاسلامية»، وإنما أيضا فرضية التجسس داخل المغرب، وهو ما يعني الاهتمام بهذا الموضوع والإحاطة به من مختلف الزوايا في ظل سعي المخابرات الأجنبية، خصوصا منها الإسبانية في إيجاد قدم لها بالمملكة كما أكدت «العلم» مرارا.