السلطات الأمنية تعترف لهم بمفاجأتها بعملية الفرار من سجن القنيطرة "" أكدوا أن مشكلتهم لم تكن مع "المخزن" بل مع ذويهم ومعارفهم الذين رفضوا إيواءهم وهم في حالة فرار تضمنت رسالة كتبها سبعة معتقلين من منفذي "الهروب الكبير" من سجن القنيطرة ليلة السابع من أبريل الماضي، أنهم قضوا أياما جميلة وهم خارج أسوار السجن، ومنهم من جال في مجموعة من المناطق ومنهم من أخذ قسطا كبيرا في الاستجمام في البحر. ولم يتمكن المعتقلون السبعة بعد من تسريب الرسالة من خارج السجن مخافة أن تطولهم أو تطول من أخرجها مقتضيات قانونية تقول بإدانة كل من أرسل رسالة من السجن لا تحمل تأشيرة الإدارة، بشهرين حبسا نافذا. وتحكي الرسالة إياها، حسب مطلعين على أحوال هؤلاء المعتقلين، تفاصيل تخطيطهم للهروب والأماكن التي كانوا فيها أثناء فترة الفرار وما قاموا به في الفترة نفسها، واعترافات المحققين لهم بأن "الهروب الكبير" فاجأ فعلا السلطات الأمنية. وتضمنت أيضا مقتطفات من ما راج بينهم وبين كبار المحققين الذين استنطقوهم لدى اعتقالهم بعد عملية الفرار، ومن ذلك الكيفية التي تسربت بها رسالتهم المتحدثة عن أسباب التخطيط للفرار، إلى الرأي عن طريق "جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين" في إشارة إلى معتقلي "السلفية الجهادية"، وسئلوا أيضا إن كان رئيس هذه الجمعية عبد الرحيم معتاد توصل بالرسالة بشكل مباشر، وهل كان لديه العلم بعملية الفرار. ونفى المعتقلون كل هذه الأمور مؤكدين أنهم كتبوا نص الرسالة على حائط زنزانة، وقد يكون بعض السجناء من تلا نصها على رئيس جمعية "النصير". إلى ذلك تحدث المعتقلون السبعة في رسالتهم الجديدة عن الأسباب التي جعلتهم يقعون في أيدي السلطات الأمنية من جديد، مؤكدين في هذا الإطار أن مشكلتهم وهم خارج أسوار السجن لم تكن مع "المخزن" لأنهم حلقوا لحيهم وغيروا كثيرا من ملامحهم وأوصافهم، وأنهم كانوا من حين إلى آخر يمرون أمام رجال السلطة من درك وأمن وقوات مساعدة دون أن يتمكنوا من التعرف عليهم. وأكد أصحاب الرسالة أن مشكلتهم كانت مع ذويهم وأهلهم ومعارفهم من المواطنين، الذين كانوا يرفضونهم وهم في حالة فرار، وأن وقوعهم في قبضة السلطات الأمنية كان سببه أساسا المعلومات التي أمدها معرفهم لهذه السلطات. وجاء في الرسالة، حسب المصادر نفسها، أن أسباب الهروب لم يكن بهدف الالتحاق بأي تنظيم أو القيام بأعمال ما ضد المغرب في إطار الانتقام، بل كان الغرض من ذلك العيش في أمان بعيدا عن زنازين السجون. وأقر المعتقلون السبعة في رسالتهم وأيضا في تصريحاتهم للمحققين لحظة اعتقالهم، أن التخطيط للهروب وحفر جزء من النفق الذي سلكوه ليلة سابع أبريل الماضي، كان اجتهادا خاصا بهم ولم تساعدهم أي جهة سواء من داخل السجن أو خارجه، وقالوا في هذا الإطار إن بعضهم شرع في حفر النفق خلال شهر نونبر الماضي، ثم توقفت عملية الحفر ليستأنفها البعض الآخر منهم وذلك خلال شهر يناير الماضي، وانتهت العملية أواخر شهر مارس. وأقر المعتقلون أنهم خططوا أساسا للهروب في أواخر شهر غشت المقبل، أملا في مصادفة مهاجرين عائدين من المغرب إلى الدول المستقبلة. وأصر هؤلاء على نفي أي علاقة لهم بتنظيم القاعدة سواء في "المغرب الإسلامي" أو في أوروبا أو في العراق أو في أي مكان آخر، وأن رغبتهم في الهروب ومغادرة المغرب كان بحثا عن مكان آمن للعيش. وأكد بعضهم أنه لم يعد مشكلا بالنسبة إليهم الرجوع إلى السجن بعد أن أخذوا نفسهم وعانقوا هواء الحرية لأكثر من شهر. ولا يزال البحث جاريا عن اثنين من المعتقلين التسعة، منفذي "الهروب الكبير" من سجن القنيطرة، ويتعلق الأمر بكل من هشام العلمي ومحمد مهيم، فيما اعتقل كل من الشقيقين كمال ومحمد الشطبي، وعبد الله بوغمير وحمو الحساني وطارق اليحياوي ومحمد الشاذلي وعبد الهادي الذهبي. وكانوا نفذوا ما وُصف بأكبر عملية هروب من سجن القنيطرة، وهم مدانون بأحكام تراوحت بين الإعدام والمؤبد و20 سنة سجنا نافذا لعلاقتهم بتفجيرات 16 ماي 2003. ويواجهون حاليا، وهم يعرضون على قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا تهما تتلخص في "تكوين عصابة إجرامية تهدف إلى التخطيط والإعداد للقيام بأعمال إرهابية تستهدف المس الخطير بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف والهروب من السجن وحالة العود". بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية