بدأت ألغاز الهروب الكبير الذي نفذه تسعة معتقلين من السلفية الجهادية من السجن المركزي بالقنيطرة شهر أبريل الماضي تُفَك، حيث كشفت آخر رسالة حررها هؤلاء المعتقلون، الذين تم توقيف سبعة منهم، أن عملية الفرار تمت قبل وقتها المحدد بخمسة أشهر، بعد أن كان مقررا أن تتم في شهر غشت القادم لكن تقديرات عملية الحفر التي استغرقت 6 أشهر حالت دون تنفيذ المخطط الذي نسجت خيوطه بعناية وبقي طي الكتمان بعيدا عن أعين إدارة السجن. وبحسب رسالة حررها المعتقلون الموقوفون، كتبت على الورق الخاص بالمرحاض، فإن العقل المدبر لعملية الفرار كان هو عبد الهادي الذهبي، المحكوم بالإعدام على ذمة قتل شرطي ببوسكورة. والذي استطاع إقناع باقي المعتقلين بالانخراط في هذا المشروع الذي أطلق عليه «الخلاص». وبحسب الرسالة، التي توصلت جمعية النصير لمساندة المعتقلين بنسخة منها عبر البريد، فإن الهدف من هذه العملية كان هو توجيه رسالة إلى النظام المغربي مفادها أنهم قادرون على تخطي الأسوار والاحتجاج بطريقتهم الخاصة وأنهم ظلموا بحشرهم في هذا الملف والحكم عليهم بكل تلك الأحكام المشددة. وقد شارك في عملية الحفر التي تمت من داخل زنزانة عبد الهادي الذهبي جميع المعتقلين الذين كانوا في الجناح «ألف» الذي تمت منه عملية الهروب، وتم الحصول على آلات الحفر من مستودع السجن، عبر دفع إتاوات قيمتها 50 درهما عن كل آلة، وتم التخلص من ركام الأتربة الناتجة عن عملية الحفر عبر رميها بحديقة السجن في أوقات مختلفة، حتى لا يثيروا انتباه حراس السجن. وقد وجد المعتقلون التسعة أنفسهم صبيحة الأحد - الاثنين من شهر أبريل الماضي بعد عبور النفق الذي حفروه بحديقة مدير السجن ولم يعد أمامهم من سبيل سوى التفرق إلى مجموعات حتى لا ينكشف أمرهم، لكنهم أخفقوا في تدبير هروبهم بعد أن تعذر التواصل بينهم وبين عائلاتهم التي رفض العديد منها تقديم المساعدة لهم. وتضمنت الرسالة مقتطفا تحدثوا فيه عن معاناتهم بعد إلقاء القبض عليهم، مشيرين إلى أنه منذ دخولهم السجن المحلي بسلا تعرضت أغراضهم للسرقة ثم أودعوا زنازين انفرادية وبقوا مصفدي الأيدي ليل نهار. وتضيف الرسالة أنهم عاشوا داخل سجن سلا ظروفا قاسية، عكس أيام التحقيق معهم من طرف الشرطة القضائية، حيث أقروا بأن «المعاملة كانت نموذجية وجيدة وكان الاحترام متبادلا» خلافا لإدارة السجن التي استقبلتهم بالإهانة وتم تجريد أحدهم من ملابسه بالكامل، مبرزين أن هذه تعد من أسباب عملية الفرار التي قاموا بها حسب ما جاء في رسالتهم. ووعد المعتقلون بسرد تفاصيل عملية الفرار والكلام الكثير الذي راج حول الموضوع ولغز الاعتقال في كتاب سيؤلفونه في الموضوع.