قائد القيادة العسكرية بإفريقيا يلتقي مسؤولين سامين بالرباط تحرك أميركي في المغرب لإنشاء "أفريكوم" لمواجهة القاعدة "" بعد تحركها الإعلامي فى المغرب والجزائر للترويج لفكرة إنشاء قاعدة العسكرية أميركية في القارة الإفريقية، دخلت واشنطن مرحلة التحرك الميداني، إذ يقوم الجنرال الأميركي وليام وارد، قائد القيادة العسكرية الأميركية بإفريقيا، منذ أمس الأربعاء بزيارة إلى الرباط تستغرق يومين، التقى خلالها مع مسؤولين سامين مغاربة لمناقشة قضايا تهم التعاون العسكري. ويرى محللون أن هذه الزيارة تأتي لوضع اللمسات الأخيرة على "أفريكوم"، التي ما زالت نوقع قاعدتها لم يكشف عنه بعد، فيما كانت الرباطوالجزائر نفتا أن تنشأ فوق تراب بلديهما. وتعد الاعتداءات الأخيرة التي نفذتها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، هي الفزاعة التي تشهرها أميركا في وجه دول المنطقة، خاصة بعد أن بدأ هذا التنظيم يتحول من جماعة محلية إلى ظاهرة إقليمة، عقب نسب نسف مقر البعثة الأممية بالجزائر، وقتل أربعة سياح فرنسيين بموريتانيا، وإلغاء سباق باريس داكار الدولي، إليها. غير أن كل هذا لا يجعل من خطوة الولاياتالمتحدة الأميركية مرحب بها من قبل الأفارقة الذين تشري واشنطن إلى أنهم غير قادرين على توفير أمنهم وسلامتهم. ويجري تنسيق العلاقات العسكرية الأميركية مع المغرب من طرف القيادة الأميركية بأوربا، في حين تسهر "أفريكوم" على لعب هذا الدور التنسيقي مع المغرب ومع دول أخرى في افريقيا، وذلك في إطار إعادة هيكلة وزارة الدفاع الأميركية. وذكر بلاغ لسفارة واشنطنبالرباط أن القيادة الاميركية لإفريقيا تسعى إلى تزويد الدول الإفريقية وبعض المنظمات الجهوية ببرنامج تنسيقي مندمج تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية يهدف إلى مساعدة الدول الإفريقية على مواجهة الحاجيات الأمنية و التنموية، مشيرا إلى أن ثلاث قيادات عسكرية أميركية مختلفة تقيم حاليا علاقات مع دول إفريقية. يذكر أنه فى منتصف سنة 2007 روجت عدة مصادر دبلوماسية وإعلامية أن المغرب وافق على استقبال المشروع غير أن الرباط نفت ذلك بشكل رسمي، ثم تحدثت صحف غربية عن استعداد السينغال لتكون داكار مقرا للقيادة، وجرت محاولات مع موريتانيا والنيجر وكينيا لذات الغرض، وظلت القضية معلقة رغم اللقاءات الماراتونية التى أجراها رايان هنري، مساعد وزير الدفاع الأميركى لشؤون التخطيط والسياسات، مع المسؤولين العسكريين والسياسيين فى عدة بلدان إفريقية، لإقناعهم بجدوى احتضان المشروع خلال زيارة لإفريقيا فى يونيو- حزيران 2007. غير أن مصادر إعلامية عادت لتتحدث على أن واشنطن تركز جهودها على بناء القاعدة المذكورة فى منطقة واد درعة جنوبطانطان (في صحرا المغرب)، وأن وفودا عسكرية ومن المخابرات الأميركية زارت الموقع مجددا وأجرت مسحا واسعا له واتصالات مع المسؤولين المغاربة حول إقامة القاعدة التى ستنقل اليها لاحقا قيادة "أفريكوم" من ألمانيا. وبصفة عامة، فقد زادت المشاركة الأمنية الأميركية بصورة ملحوظة منذ عام 2001 وطرحت مبادرة الساحل والصحراء عام 2002 والتي تضم رؤساء الأركان في كل من: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا والسنغال ونيجيريا ومالي والنيجر وتشاد، وتهدف إلى دعم التعاون بين هذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب. وقد شارك نحو ألف جندي أميركي في تدريبات عسكرية للتصدي للإرهاب في الصحراء الأفريقية، وهي أضخم عمليات للولايات المتحدة في القارة السمراء منذ الحرب العالمية الثانية. وسعيا وراء تحقيق الهدف ذاته واستجابة لتنامي نشاط القاعدة والشبكات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا، خصص الكونجرس أخيرا مبلغ 500 مليون دولار لمكافحة الإرهاب. وساعدت تلك المبادرات على تعزيز العلاقات بين دول القارة، ومن ضمنها العديد من الدول الإسلامية.