حديث عن وساطة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين الرباط و الجزائر في أفق إعادة فتح الحدود البرية تتزامن زيارة يقوم بها وزير الشؤون الخارجية الجزائري الى واشنطن بدعوة من نظيرته في البيت الأبيض الأمريكي هيلاري كلينتون مع أنباء متواترة تتحدث عن دور وساطة أمريكية تضطلع به المسؤولة الأمريكية لتبديد الغيوم السوداء التي تستبد بسماء العلاقات المتشنجة بين الرباط و الجزائر في أفق تسوية الملفات العالقة بين البلدين بما يتيح إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين المغلقة منذ 15 سنة من طرف واحد . و في الوقت الذي اكتفى فيه بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية في حصر جدول أعمال المحادثات الجوهرية بين هيلاري ومدلسي في قضايا الشراكة الاقتصادية و تعميق المشاورات بخصوص مسائل سياسية كالاتحاد المغاربي المعطل و القضايا الأمنية الشائكة بمنطقة الساحل الإفريقي ، لم تستبعد مصادر إعلامية جزائرية مقربة من دوائر القرار أن تحبل طاولة المحادثات بين مسؤولي البلدين بقضايا تهم مصير العلاقات المتشنجة بين الجزائر و الرباط في إطار مسعى إدارة أوباما الحثيث إلى إزاحة كل العقبات التي تحول دون تطبيق أجندتها الأمنية لمحاربة الإرهاب بمنطقة شمال أوروبا و التي لن يتاح لها النجاح الا بتنسيق جهود الرباط و الجزائر و تعاونهما معا ضمن الحرب ضد معاقل القاعدة بالساحل الإفريقي بعد وضع خلافاتهما الثنائية جانبا. و كانت العديد من التقارير قد تحدثت عن كون هيلاري كلينتون مارست خلال الأشهر الأخيرة دور ساعي البريد بين المغرب و الجزائر حيث نقلت لكل طرف وجهات نظر غريمه فيما يتعلق بالقضايا الثنائية العالقة ، و التي تحول دون تعاطي الحكومة الجزائرية إيجابيا مع نداءات التطبيع المتكررة في المغرب و في مقدمتها مطلب فتح الحدود البرية . و في الوقت الذي سبق و أكدت فيه كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون، قبل أسابيع بمراكش، أنه لا تغيير في سياسة إدارة أوباما بخصوص المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء ، لا يستبعد الملاحظون أن تباشر المسؤولة الأمريكية التي تهضم جيدا ملف الصحراء المغربية الى الضغط على مدلسي لتترجم ميدانيا ما سبق وعبرت عنه عن سعي بلادها لمحاولة التقريب بين وجهات النظر بين الجزائر والمغرب بخصوص الحدود البرية المغلقة مما يعني أن قضية الصحراء ستشكل موضوع المشاورات الثنائية أيضا . وشهدت العاصمة الجزائرية في غضون الأسابيع الأخيرة »إنزالا« ديبلوماسيا أميركيا مكثفا إذ حل بها كل من نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، وقبله مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة الدفاع الخاص بأفريقيا فيكي هودليستون بالاضافة الى قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا »أفريكوم« الجنرال وليام وورد حاملة معها إنشغالات الادارة الأمريكية فيما يتعلق ب مكافحة الإرهاب وملاحقة القاعدة والتنظيمات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي . و بالقدر الذي ظل به الرأي العام المغربي ينظر إلى التحركات المكوكية بالبلد الجار بنوع من الحيطة بالنظر إلى حمولاتها و تداعياتها الإستراتيجية على المنطقة ككل فإن التطمينات التي يكون المغرب قد تلقاها مباشرة من هيلاري كلينتون المقربة من الرئيس أوباما و إشادتها العلنية بما تحقق في المغرب على أكثر من صعيد تكون قد بددت مخاوف المغرب من تهميش مقصود خارج دائرة الفعل فيما يرتبط بمستجدات الوضع السياسي الراهن بالقارة السمراء لصالح جاره الجزائري المسنود بصفقات النفط المسيلة للعاب الكارتيلات الأمريكية .الضاغطة .