وضعت وزيرة الخارجية الأمريكية،هيلاري كلينتون،قضية الصحراء المغربية والحدود المغلقة بين المغرب والجزائر على رأس أجندة المحاور التي تناقشها الدبلوماسية الأمريكية مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الذي يقوم بزيارة منذ أمس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة من وزيرة الخارجية، ولقد رتبت هيلاري كلينتون لقاء بين مدلسي ومجموعة من مسؤولي البيت الأبيض وعلى رأسهم جون بايدن،نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأوضحت الصحف الأمريكية الصادرة أمس أن الولاياتالمتحدة ستسعى خلال هذا اللقاء إلى محاولة إقناع الجزائر بفتح حدودها البرية المغلقة مع المغرب،هذا الأخير الذي كان قد عبر ،وفق المصادر ذاتها،لوزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زيارتها إلى المغرب عن رغبته في فتح هذه الحدود، كما أن إدارة أوباما،حسب المصدر ذاته،ستحث الجزائر على ضرورة مراجعة موقفها تجاه قضية الصحراء مذكرة بموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المجال المساند لمقترح الحكم الذاتي. وكانت هيلاري كلينتون قد نفت أن تكون السياسية الأمريكية حيال الصحراء المغربية قد تغيرت، وأكدت دعمها لموقف الرباط في هذه القضية،حيث جددت وزيرة الخارجية الأمريكية دعم الولاياتالمتحدة للموقف المغربي حول مسألة الصحراء المغربية. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي،الطيب فاسي الفهري،وردا على سؤال حول المقترح المغربي المتمثل في منح حكم ذاتي للصحراء المغربية "أجل، سياستنا لم تتغير". وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد وصفت في عدة مناسبات المقترح المغربي ب"الجدي" و"ذي المصداقية".. وقالت إن "الولاياتالمتحدة تثمن عاليا الاصلاحات التي انخرط فيها المغرب ". كما أكد أوباما أكثر من مرة عزم إدارته إلى إعطاء دفعة جديدة لعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ اكثر من قرنين". و من جهته حاول بيان وزارة الخارجيةالجزائرية أن يتفادى ذكر ملف الصحراء كأهم محور سيناقشه مدلسي مع المسؤولين الأمريكيين حيث اكتفى بيان صادر عن الخارجية الجزائرية بالقول إن هذه الزيارة تندرج ضمن 'تعزيز الشراكة المتينة القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة وتعزيز التشاور والحوار المنتظم، بعد الزيارات التي قام بها مؤخرا إلى الجزائر مسؤولون أمريكيون بينهم نائب كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومساعدة نائب كاتب الدولة للدفاع، فيكي هودليستون، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا 'أفريكوم' الفريق أول ويليام وورد. وقالت إن مدلسي سيجري مباحثات مع مسؤولين آخرين بينهم جيفري فيلتمان، نائب وزير الخارجية المكلف بشؤون الشرق الأوسط، وروبيرت هورماتس، نائب كاتب الدولة المكلف بالشؤون الاقتصادية والطاقوية والزراعية، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين بمجلس الأمن القومي ومسؤولين في ديوان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن. كما سيجري مدلسي مباحثات مع شخصيات بارزة في الكونغرس الأمريكي بينهم أعضاء في لجنة الجزائر بالكونغرس بالإضافة إلى اجتماع سيعقده مع أعضاء مجلس الأعمال الجزائري- الأمريكي وممثلين عن الجالية الجزائرية المقيمة هناك.