قائد الأفريكوم يحل بالمغرب وسط معلومات عن حرب إقليمية خفية للاستفادة من توجهات إدارة أوباما تجاه القارة السمراء : حل الجنرال وليام وارد قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا أول أمس الاربعاء بالمغرب للمشاركة في عدة اجتماعات مع سامي المسؤولين العسكريين المغاربة . وتعتبر هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها الجنرال وليام وارد للمغرب ، بعد زيارتين سابقتين له قام بهما للمغرب بصفته قائدا للقيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا _ أفريكوم- في شهر مايو 2008. و أفاد بيان للسفارة الامريكية أن الجنرال وارد تطرق إلى سبل تطوير التعاون العسكري وفرص تعزيز الشراكة بين القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية. من جهته ذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية استقبل أول أمس الأربعاء بالرباط، وفدا من القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) يقوده الجنرال ويليام إ. وارد ويضم سفير الولاياتالمتحدةبالرباط و ملحقها العسكري . و شكلت صيغة البيان الصحفي للسفارة الأمريكية الذي اعتبر المغرب شريكا مهما في المنطقة واعترف له بالجهود المبذولة ضد الإرهاب ومحاربته للتهريب ودعمه لعمليات حفظ السلام مناسبة لتبديد المخاوف المؤسسة في المغرب في شأن تحويل إدارة الرئيس أوباما لاهتماماتها في اتجاه الجزائر شهرا بعد الزيارة التي قام بها قائد الأفريكوم للجزائر و وصف خلالها الجزائر بالرائدة في مجال مكافحة الإرهاب و تلتها ترخيص الحكومة الأمريكية فيما بعد بعقد صفقة تسليح ضخمة مع الجزائر قدرت تقارير قيمتها بملياري دولار . وكانت تقارير قد تحدثت عن ضغوط للجزائر على الادارة الأمريكية لحملها على تغيير موقفها الداعم للمغرب في ملف الصحراء . و في الوقت الذي نفى فيه الجنرال وارد أي نية لنقل مقر قيادة الافريكوم بشتوتغارت الى بلد إفريقي في المستقبل المنظور , ما زالت معلومات متطابقة تتحدث عن سعي الجنرال الأمريكي لفتح مكاتب لمؤسسته في العديد من الدول الافريقية القريبة من منطقة النشاط المتصاعد لخلايا تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي خاصة بدول الساحل الافريقي . وما يقوي فرضية هذا المسعى هو تنامي العمليات العسكرية المتبناة من طرف التنظيم بكل من موريطانيا و شمال مالي , وهو ما يؤشر الى فشل المبادرة التي قادتها الجزائر الى جانب دول إفريقية في إطار ما يسمى بقوة التدخل التابعة للاتحاد الافريقي التي نصبت الجزائر نفسها وصية عليها و إستخذمتها كورقة ضغط لاحتلال موقع الريادة غير قابلة للتجاوز ضمن حرب النفوذ في القارة السمراء المستعر بين الولاياتالمتحدة و الاتحاد الأوروبي بالاضافة الى الصين الوافد الجديد بقوة الى القارة عبر صفقات النفط المتزايدة . و يعتقد المهتمون أن حربا خفية تدور رحاها بين كل من الرباط و الجزائر بالاضافة الى طرابلس لتحقيق مكاسب من السياسة الأمريكية بالمنطقة التي تبحث في إطار الدفاع عن مصالحها الاقتصادية المتنامية بافريقيا عن حليف قوي من خارج منظومة حلف شمال الأطلسي و الناتو كفيل بترجمة أهدافها الآنية و المستقبلية بمنطقة تشهد هزات سياسية و تحديات أمنية ذات حساسية كبرى .