أكد الجنرال وليام وورد أول أمس بالجزائر "ان الولاياتالمتحدة كانت ولا تزال مصممة على العمل مع حكومات (دول المغرب والساحل الافريقي ) وعلى مساعدتها في مكافحة الارهاب لضمان الاستقرار في الجزائر والمنطقة". واضاف قائد القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا المعروفة بأفريكوم " "ان الولاياتالمتحدة تدعم دور الجزائر ونقدر قيادتها في معالجة المسائل الاقليمية المتعلقة بالامن ومكافحة الارهاب" وأجرى المسؤول العسكري الامريكي بالجزائر محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس هيئة اركان الجيش الجزائري اللواء احمد قائد صالح تناولت على الخصوص "امكانيات مساعدة" قوة افريكوم في مكافحة الارهاب. و ظلت الجزائر الى وقت قريب تعارض بشدة مشروع الأفريكوم الأمريكي و ترفض رفضا باتا إحتضان القارة السمراء لقيادته العسكرية الميدانية , بل و سارعت الى جانب ليبيا و دول إفريقية إخرى الى إحداث قوة إفريقية للتدخل الأمني كبديل للمبادرة الأمريكية و أقحمت ضمنها قسريا جبهة إنفصاليي البوليساريو . و في الوقت الذي تكتمت فيه السلطات الجزائرية عن خبر الزيارة وتفادت الاعلان عنها قبل حلول المسؤول الأمريكي بالجزائر , تفيد التقارير أن مباحثات سابقة كانت قد جمعت مسؤولين كبار في الادارة الأمريكية الشهر الماضي و خلصت الى إتفاق عبارة عن صفقة تسحب بموجبها الجزائر اعتراضاتها على المشروع العسكري الأمريكي بالقارة السمراء في مقابل امتيازات سياسية و عسكرية تقدمها الادارة الأمريكية للنظام الجزائري عبر صفقات التسليح وإحتكار الجزائر لمهمة المخاطب الرسمي باسم الاتحاد الافريقي الذي ستتجاوز من خلاله الجزائر الصفة التمثيلية للعقيد القذافي و تمارس دور المفاوض العسكري باسم القوات الافريقية أمام إدارة الرئيس أوباما . و كانت «العلم» قد تنبأت في مقال سابق بالتحول الجذري لمواقف الجزائر من مشروع قوات الافريكوم الذي ترعاه الادارة الأمريكية و تعتبره المنفذ الوحيد لتأمين منابع النفط في القارة السمراء , و أكدت أن هذا التحول يؤرخ لارادة النظام الجزائري في الضغط على البيت الأبيض في ملفات ذات علاقة بمصالح المغرب و في مقدمتها ملف وحدته الترابية على أن مؤشرات تدل أن المرونة التي أبدتها القيادة الجزائرية تجاه العرض الأمريكي بعد أن ناهضته بشدة في فترات سابقة تمهد لدور أكبر للجزائر في المبادرة الأمريكية بالمنطقة بعد أن وافقت الحكومة الجزائرية مبدئيا على إحتضان جيبوتي بالقرن الافريقي لمقر قيادة الأفريكوم كمرحلة أولى قد تتطور الى نقل مقر القيادة متى توفرت الظروف الاقليمية المناسبة الى التراب الجزائري كما فضحت ذلك العديد من التقارير الاستراتيجية بما فيها شهادات خبراء أمريكيين . وسبق للجزائر في أكثر من مناسبة أن عبرت عن رفضها للمشروع الأمريكي القاضي بإنشاء قيادة عسكرية موحدة بالقارة السمراء وذكر وزير الاتصال الجزائري في وقت سابق أن ألأمر يتعلق بموقف مبدئي .