لا يخفي الجينرالات المتغلغلون في صناعة القرار بقصر المرادية انزعاجهم من إقدام الولاياتالمتحدةالأمريكية على تقليص حجم مساعداتها العسكرية للجزائر إلى حدود 2.5 مليون دولار، بعدما كانت في حدود 17 مليون دولار سنويا. وكانت تلك المساعدات تقدم لها على مستوى اللوجيستيك والخبرة العسكرية وأعمال الصيانة، خاصة فيما يتعلق بطائرات سي 130 هيركول 130 المتخصصة في النقل العسكري، والتي كانت الجزائر قد اشترتها من أمريكا خلال سنوات الثمانينيات. في حين عرفت المساعدة المقدمة للمغرب ارتفاعا ملحوظا حيث بلغت 54 مليون دولار، بعدما كانت الجزائر تظفر بالحصة الأكبر من هذه المساعدات. وتستفيد الجزائر من مساعدات عسكرية أمريكية سنوية تقدر ب 17 مليون دولار تقدم لها على شكل استشارت تقدم لها من طرف مكاتب دراسات وبحث لوزارة الدفاع الوطني، بالإضافة إلى بعض المعدات الخاصة بالصيانة كما هو الشأن بالنسبة لصيانة طائرات من نوع سي130. إضافة إلى صيانة بعض التجهيزات العسكرية. ولا تنظر الجزائر إلى هذا التعاون العسكري الأمريكي بعين الرضا، إذ تعتبر أنه لا يرقى لما هو منتظر من البنتاغون، علما بأن الجزائر تريد أن تلعب دورا محوريا في مكافحة الإرهاب، خاصة مع المبادرة الأخيرة التي اتخذتها بمحاولة إقصاء المغرب من اجتماع قيادات الأركان بالدول المغاربية ودول الساحل، مع ضم السنغال ونيجريا لإنجاح عمليات مطاردة الإرهابيين عبر إنشاء وحدة قوات جوية مشتركة. ويقتصر التعاون على شراء الجزائر من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعض الأنواع من التجهيزات والأسلحة من بينها معدات الرؤية الليلية والذخائر الموجهة لتدمير المخابئ، بالإضافة إلى اقتناء بعض الطائرات بدون طيار في وقت أن الجزائر تفضل التعاون العسكري مع الحليف التقليدي روسيا، حيث بلغت صفقات التسلح معها أرقاما خيالية، بالإضافة إلى سعي الجزائر تنويع مصادر إبرامها لصفقات شراء الأسلحة عبر دول أخرى كجنوب إفريقيا وعدد من دول أوروبا الشرقية سابقا وأخيرا مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا. وحسب عسكريين جزائريين، فإن سبب تقليص الولاياتالمتحدةالأمريكية لمساعدتها العسكرية للجزائر يعود إلى الاهتمام الذي توليه للصومال التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا بسبب تنامي الجماعات الإرهابية المسلحة فيها، بالإضافة إلى تفضيلها التعاون مع موريتانيا التي تعتبر إحدى القواعد الخلفية لتنظيم القاعدة في الصحراء، وهو ما يشكل خطرا آخر على المصالح الأمريكية في المنطقة الإفريقية. ومازالت «عقدة» إبرام صفقات تسلح كبيرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتري قيادة الأركان الجزائرية، حيث مازالت الولاياتالمتحدةالأمريكية ترفض التعامل العسكري مع الجزائر في مجال التسلح، ورغم ذلك لم يتوقف الجزائريون عن إجراء مفاوضات مع البانتاغون، وهذا ما تفسره زيارات وفود عسكرية أمريكية رفيعة المستوى للجزائر في الفترة الأخيرة، خاصة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعول كثيرا على مساعدة الجزائر في دحر فلول تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الإفريقي، أي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رمت بثقلها الكبير باتجاه الجزائر التي تملك تجربة كبيرة في مكافحة الإرهاب وكذا كل المعلومات الخاصة بالمجموعات الإرهابية المتحركة بدول الساحل الإفريقي. ولا تخفي الولاياتالمتحدةالأمريكية انشغالها كثيرا بمحاربة تنظيم القاعدة المتنامي في منطقة القرن الإفريقي، وخاصة بالصومال وبعض الدول الإفريقية كنيجيريا وكينيا ودارفور. وقد أنفقت الولاياتالمتحدة أموالا طائلة لهذا الغرض قدرت ب 300 مليون دولار أمريكي، حسب ما أورده موقع «الأفريكوم» على الأنترنيت. وكانت واشنطن- حسب مصادر إعلامية جزائرية- قد أبدت رغبة كبيرة في تزويد الجزائر بطائرات عمودية من نوع ‹«‹أباتشي›»›، وهو النوع المستعمل في حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب، كما أن الولاياتالمتحدة قد تزود الجزائر بطائرات نقل الجنود من نوع «‹أم دي››».