ارتفعت المساعدات الأمريكية المقررة للمغرب في 2010, وهي أولى المساعدات في عهد الرئيس باراك أوباما، بشكل طفيف ومحتشم جدا، إذ لم تتجاوز 40 مليون دولار، بارتفاع قدره 15 مليون دولار مقارنة مع 2009. بينما تمت مكافأة الكيان الصهيوني على عدوانه على غزة، برفعه لمساعداته الإجمالية بنحو 225 مليون دولار، لتبلغ نحو مليارين و800 مليون دولار. وذلك في وثيقة رسمية قدمتها وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس لتبرير عمليات التدخل الخارجية البالغة قيمتها برسم 2010 نحو 36 مليار دولار. تكشف المقارنة عن اختلال كبير بين المساعدات العسكرية الموجهة للكيان الصهيوني وتلك الموجهة لكل الدول العربية، في سنة 2010 ستقدم الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو مليارين و775 مليون دولار، بارتفاع يصل إلى 225 مليون دولار عن سنة 2009, في حين خصّصت أمريكا للمغرب مثلا نحو 11 مليون دولار، وهي مساعدات موجهة للتموين العسكري وكذا للتعليم والتدريب العسكري. وتكشف المساعدات الموجهة للكيان الصهيوني عن أولوية إدارة أوباما في مزيد من إسناد حكومة نتنياهو العنصرية التي تحكم الكيان الصهيوني اليوم. تشكل المساعدات العسكرية الموجهة للمغرب جزءا من ثلاث مستويات للمساعدات الأمريكية الموجهة للمنطقة العربية، ويقتسم الكيان الصهيوني المساعدات العسكرية فقط مع بلدان المنطقة العربية، خاصة تلك الموجهة للتموين العسكري، بينما تخصص باقي المساعدات وهي اقتصادية وتنموية، وكذا مساعدات لأجل تطبيق القانون ومحاربة المخدرات للدول العربية فقط. بناء على ذلك يكشف جدول المساعدات أن المساعدات الأمريكية للمغرب المخصصة لدعم التنمية، ارتفعت من 18 مليون دولار سنة 2009 إلى 24 مليون دولار برسم مساعدات 2010, وهي مساعدات كبيرة مقارنة مع تلك الممنوحة مع الجزائر التي لن تتلقى سوى 900 ألف دولار سنة 2010, ولم تحصل في سنة 2009 على شيء من ذلك. بينما ستحصل اليمن مثلا على 35 مليون دولار وهي الدول الثلاث التي تستفيد من من مساعدت لدعم التنمية بينما يتوجه ما تبقى منها إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. أما النوع الثاني من المساعدات فيوجه للدعم الاقتصادي، وقد خفّضت إدارة أوباما مخصصات المغرب كثيرا مقارنة مع كان عليه الأمر في سنة 2008, إذ انخفضت من أزيد 15 مليون دولار في 2008 إلى 3 مليون دولار في سنة 2010, بينما لم يحصل على أي شيء في سنة 2009. ولم تخصص أمريكا للجزائر برسم سنة 2010 أي دعم، بعدما كانت قد خصصت لها في سنة 2008 نحو 400 ألف دولار. من جهة أخرى، رفعت الإدارة الأمريكية الحالية المساعدات الخاصة بمحاربة المخدرات وتطبيق القانون برسم 2010 إلى مليوني دولار، بعدما كانت في 2009 لا تتعدى مليون دولار، وهي مساعدات أكثر للمغرب مقارنة مع الجزائر التي لن تحصل في 2010 سوى على نحو 970 ألف دولار. وتمنح أمريكا للمغرب مساعدات عسكرية خاصة للتعليم والتدريب بقيمة حوالي مليوني دولار سنة 2010, وكانت فس سنة 2009 نحو مليون و700 ألف دولار فقط. في حين خصّصت للجزائر 950 ألف دولار فقط، أما مصر فستحصل على مليون و40 ألف دولار. أما بخصوص المساعدات الموجهة للتموين العسكري فقد خصّصت أمريكا للمغرب نحو 9 ملايين دولار بارتفاع مضاعف مقارنة مع 2009 التي لم تتجاوز فيه المساعدات 3 ملايين و655 ألف دولار. ولا تستفيد الجزائر من هذا النوع من المساعدات. وتخصص أمريكا للكيان الصهيوني منه 2 مليار و775 مليون دولار، بينما لا تتجاوز المساعدات المخصصة لمصر مليار و300 مليون دولار. وتعد المساعدات العسكرية للمغرب الأضعف بين الدول بعد ليبيا التي لا تحصل سوى على 250 ألف دولار.