احتل المغرب المرتبة الثالثة عالميا في صفقات شراء السلاح، التي أبرمت خلال سنة ,2008 وذلك بعد الإمارات والسعودية على التوالي، وبلغت قيمة الصفقات التي أبرمها مع عدة دول، على رأسها أمريكا، نحو 5,4 ملايير دولار، متبوعا بالهند(4 ملايير دولار)، كما أنه عقد ثاني أكبر صفقة للسلاح في العالم خلال السنة نفسها بعد الإمارات، وذلك بقيمة 1,2 مليار دولار. تلك كانت المعطيات التفصيلية لتقرير أعده مركز الأبحاث بالكونغرس الأمريكي والذي سبق أن تحدث عنه الإعلام أواسط شتنبر الماضي مقدما معطيات عامة. ويكشف التقرير، الذي حصلت التجديد على نسخة منه، أن المغرب احتل أيضا، خلال الفترة ما بين 2005 و,2008 المرتبة 8 عالميا م بين الدول النامية، تليه الجزائر وكوريا الجنوبية، وذلك بعد كل من السعودية والهند والإمارات وباكستان ومصر وفنزويلا وسوريا. ودخل المغرب إلى صف الدول 10 الأوائل خلال الفترة المذكورة فقط، لكن الصفقات التي أبرمتها الجزائر طيلة الفترة ما بين 2001 و2008 جعلتها تحتل المرتبة 10 عالميا، ولا يوجد المغرب بينها. بشكل أكثر تفصيلا، يشير التقرير إلى أنه خلال الفترة ما بين 2005 و,2008 فقد كان المغرب خلالها أكثر استيرادا للسلاح، حتى إن قيمة الصفقات التي أبرمها بلغت نحو 5 ملايير دولار، أخذت أمريكا القسط الأوفر منها بنحو 2,5 مليار دولار، تليها دول أوربا الغربية ب3,1 مليار دولار، ثم دول أوربية أخرى ب900 مليون دولار، ثم روسيا ب 200 مليون دولار، وبالمقارنة مع الجزائر فإن السلاح الروسي يحتل المقدمة في صفقات السلاح التي أبرمتها، والتي وصلت إلى 4,6 ملايير دولار خلال الفترة نفسها، أخذ منها الروس 4,3 مليار دولار، بينما آلت 100 مليون دولار إلى الصين، وما تبقى منها لدول أوربا الغربية(أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا). واحتلت العربية السعودية الرتبة الأولى بصفقات بلغت قيمتها 28,3 مليار دولار، تليها الإمارات العربية ب12,8 ملايير دولار. ثم مصر ب6,26 مليار دولار. وإذا كان المغرب قد احتل الرتبة 3 عالميا في إبرام صفقات التسلح سنة 2008 بالتحديد، بين 10 الأوائل، وذلك بعد الإمارات والسعودية كما سبقت الإشارة، وقبل الهند والعراق ومصر وكوريا الجنوبية وتايوان والكيان الصهيوني وباكستان، بينما تغيب الجزائر، فإن مما تنبغي الإشارة إليه أن سنة 2008 هي التي عرفت الإعلان الرسمي عن الأزمة المالية العالمية بكل انعكاساتها وتداعياتها على اقتصاديات الدول النامية، هذه الدول التي ما فتئت تتسابق من أجل مزيد من تكديس السلاح. يوضّح التقرير أن أمرا آخر أكثر دقّة، يتعلق الأمر بالمصدّرين لهذه الدول، فبينما تركز الجزائر على السلاح الروسي، اختار المغرب وجهة معاكسة، وهي أمريكا، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، أي 2001 إلى ,2008 شكلت نسبة صفقات السلاح الجزائرية مع الروس نحو 90%، دون أن تنجز ولو صفقة واحدة مع أمريكا، وذلك بخلاف المغرب الذي تشكل صفقاته مع أمريكا نسبة 50% تقريبا، وتظهر المقارنة كذلك أن المغرب أكثر تنويعا في مصادر صفقاته على خلاف الجزائر، وتشكل الصين، في هذا الصدد، مصدرا لكليهما، ويبرز التقرير تزايد حجم الصفقات التي تعقدها الدول العربية معها، وضاعفت الصين قيمة الصفقات التي أبرمتها مع الدول العربية خلال الفترتين ما بين 2001 و,2004 والتي لم تتجاوز قيمتها 800 مليون دولار، وبين 2005 إلى 2008 حيث ارتفعت إلى 1,4 مليار دولار. ويعتبر ذلك مؤشرا على تزايد النفوذ الصيني العسكري منه والاقتصادي للمنطقة.