أكد عبد الرحمان إبهي الخبير في علم النيازك والأستاذ بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، أن علماء الأرض بالجامعة المذكورة توصلوا إلى حقيقة علمية تثبت أصل البحيرتين الشهيرتين المعروفتين باسم اسلي وتيسليت بنواحي اميلشيل. وقال إبهي في تصريحات خص بها جريدة هسبريس الاليكترونية، إن المراقبة الفلكية بواسطة الأقمار الصناعية وكذا الأبحاث الميدانية مكنت فريقا من الباحثين من التعرف على أصل تشكل بحيرتي اسلي وتيسليت كان نتيجة سقوط نيزك في المنطقة منذ حوالي 40000 سنة، مبرزا أن هذا الاكتشاف تم صدفة بفضل زيارة شخص من املشيل إلى مختبر كلية العلوم بأكادير، قصد الحصول على الخبرة لصخرة من حديد وجدت بالقرب من بحيرة اسلي، وهو ما كان بداية إطلاق فرضية أن تكون البحيرة فوهة نيزكية. وأضاف إبهي أن الزيارة الميدانية كشفت للباحثين وجود بلورات من الكوارتز المصدومة ، والمريشات الصخرية وأشكال أخرى كلها تفسر بأنها كانت نتيجة تأثير ضربة نيزكية، محددا قطر النيزك الذي سقط بالمنطقة بحوالي 120 متر، ومشيرا إلى أن هذا الحدث الكوني فجر طاقة اكبر من تلك المنبعثة من مجموعة من القنابل النووية مما أدى إلى تأثر المناخ الحيواني و النباتي بكل المنطقة في تلك الحقبة. وأوضح الخبير في علم النيازك أن ما تم تسجيله بخصوص بحيرتي اسلي وتيسليت، قريب مما تم تسجيله في الحفر الثلاث الموجودة في العالم بكل العربية السعودية وليبيا وكندا، مضيفا أن علماء المجال عثروا لحد اليوم على 160 آثار حفرة لقصف نيزكي في العالم معظمها بالمناطق المعتدلة، غير أن المغرب لم يُسجل به أي نوع من هذه الحفر حسب المتحدث إلا بعد الابحاث الأخيرة التي مكنت من التعرف على فوهتين نيزكيتين بالأطلس الكبير، الأولى توجد على بعد 8 كلم شمال املشيل و قد سمية ب"ايسلي" و الثانية توجد على بعد 10 كلم شمال شرق "املشيل" و قد سمية ب"تسليت". وحسب الباحثين اللذين وضعوا نتائجهم للإصدار بمجلة علمية دولية متخصصة في المجال فان قطر الحفرة ايسلي هو 1500 م و قطر الحفرة تيسليت هو 1000م ويبلغ عمقهما 75م و26 م على التوالي. وتشير الأسطورة المتداولة بمنطقة ايميلشيل إلى أن أصل البحيرتين المذكورتين يعود إلى دموع شاب وشابة عشقا بعضهما ومنعتهما أسرتيهما من الزواج، فاتخذ كل واحد منهما مكانا للبكاء على الآخر حتى غمرت دموعهما البحيرتين، قبل أن تقرر قبائل المنطقة تكريم العشيقين من خلال احتفالات الزواج التي تُقام سنويا باميلشيل.