أعلن فريق من الباحثين بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير٬ مساء اليوم الخميس٬ أن ضايتي إيسلي وتيسليت الشهيرتين بمنطقة إميلشيل هما "حفرتان نيزكيتان" تشكلتا بفعل سقوط "نيزك يعود إلى 40 ألف سنة خلت". وذكر بلاغ لهذا الفريق العلمي أن التحاليل المخبرية المنجزة بناء على زيارات ميدانية أكدت أن "هذه الشظايا النيزكية ذات مصدر واحد ووحيد تشتت في الفضاء الخارجي للكرة الأرضية قبل أن تسقط في أماكن متفرقة". وأضاف ذات المصدر أن "المعطيات العلمية الميدانية كشفت عن مؤشرات ودلائل تثبت أن ضايتي إيسلي وتيسليت جاءتا نتيجة سقوط نيزكين كبيرين منذ 40 ألف عام وأحدثا ثقبين دائريين تحولا مع مر الزمان إلى بركتين مائيتين". وخلال لقاء صحفي بمقر رئاسة جامعة ابن زهر٬ أوضح عبد الرحمن إبهي٬ أحد الباحثين الثلاثة الذين كانوا وراء هذا الاكتشاف٬ أن قوة النيزك الذي خلف حفرتي الضايتين تعادل "50 مرة قوة قنبلة هيروشيما". ويبلغ قطر النيزك الذي أحدث ضاية إيسلي 75 مترا بوزن يقارب 1.7 مليون طن٬ في حين يبلغ قطر مثيله الذي أحدث ضاية تيسليت 42 مترا بوزن يوازي 590 ألف طن. وتغطي ضاية إيسلي مساحة تقدر ب 2.55 كلم 2 بقطر يناهز 1500 متر وعمق يصل إلى 95 مترا٬ فيما تبلغ مساحة ضاية تيسليت 1.3 كلم 2 بقطر يبلغ 850 مترا و عمق يصل إلى 27 مترا. يشار إلى أن بحيرتي إيسلي وتيسليت تعتبران من أكبر وأجمل المناظر الطبيعية من هذا الصنف بشمال إفريقيا. وأبرز الباحث إبهي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب يعد حاليا أول بلد مصدر لشظايا و بقايا النيازك بعدما تقدم مؤخرا على الأنتركتيك في هذا المجال٬ معربا في ذات السياق عن أسفه لغياب "متحف لهذه الشظايا الوافدة من الفضاء الخارجي". واعتبر أن مثل هذا الأمر يغدو أكثر إلحاحا لاسيما وأن "نصف النيازك القادمة من كوكب المريخ والمعروفة عبر العالم يكون مصدرها المغرب٬ ونفس الشيء ينطبق أيضا على النيازك الوافدة من القمر". و فضلا عن الباحث عبد الرحمن إبهي٬ يتكون فريق الباحثين من جامعة ابن زهر٬ الذين كان لهم الفضل في التوصل إلى هذا الاكتشاف٬ من حسن نشيط وحسن أعبيا.