عرض الشريط المغربي بباريس "بحيرتان من الدموع "، استطاع الفيلم المغربي الذي قدم عرضه الأول بباريس في نهاية الأسبوع في إطار مهرجان "مغارب الفيلم " (من 7 الى 20 أكتوبر )، أن يحلق بالجمهور إلى العالم الرائع لحكاية تدعو إلى "الحلم ". ويحكي هذا الشريط ، الذي كتبه وأخرجه محمد الحسيني، قصة سعاد، تلميذة في ربيعها السادس عشر، جريئة ومستقلة، ابنة خياط متواضع حشرت نفسها في قصة حب "مستحيل " مع جليل وهو شاب في سن ال 19 ينحدر من أسرة واسعة الثراء. ولم يحل دون زواجهما صغر سنهما فقط بل بالخصوص مشكلة انتمائهما إلى وسطين اجتماعيين مختلفين. أفاد مخرج الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بأنه "مقتبس من أسطورة إيسلي وتيسليت " التي انبنى عليها موسم الخطوبة بإميلشيل . وتعود جذور إحياء موسم إملشيل إلى أسطورة رومانسية تحكى عن شاب من قبيلة آيت إبراهيم أغرم بفتاة من قبيلة أيت عزة، إلا أن العلاقة غير الودية التي كانت تسود بين القبيلتين حالت دون إتمام زواج الشابين. فبكى كل من العشيقين على حدة رفض الأبوين وشيوخ القبيلة (أمغار ) عقد قرانهما إلى حد أن دموعهما كونت البحيرتين التوأم "إسلي " و"تيسليت ". وقال مخرج الفيلم "كنت أود أن أحكي قصة عادية أسافر من خلالها بالجمهور إلى عالم الأحلام " كما اعتبره شريطا شخصيا "حيث استعرض الأحاسيس التي رسمت حياتي وبشكل خاص في سني الطفولة ". وعقب عرض هذا الشريط عبر عدد من المتفرجين، في تصريحات مماثلة، عن إعجابهم باختيار الحسيني وطريقة معالجتة "السلسة " للمشاكل التي تتكرر في المجتمعات المغاربية. واقترح بعضهم على المخرج أن يعيد تصويره على شكل مسلسل تليفزيوني حتى يتسنى التوسع في تناول مواضيعه. "بحيرتان من الدموع " عرض في القاعات المغربية في مارس 2008 ، وقام بتشخيصه كل من نادية ولد حجاجي وهشام بهلول وكنزة برادة وعبد السلام بوحسيني. يشار إلى أن المخرج محمد الحسيني، وهو مواليد 1952 بمدينة وجدة، حائز على ديبلوم مدرسة الفيلم والتلفزيون ببريطانيا. يذكر أن هذا الفيلم هو آخر أفلام الحسيني الذي أخرج العديد من الأعمال السينمائية من بينها "رسالة الجمعة " (1994 ) و"التينة السابعة " الذي دخل غمار المنافسة لنيل الأوسكار سنة 1987 . وتندرج هذه التظاهرة السينمائية في إطار معرض "الكتب المغاربية " وبمبادرة من جمعية "كو دو صولاي " بشراكة مع قاعات السينما بباريس وليل دو فرانس (ضواحي باريس ).