بترت جريدة "البيان" الإماراتية، في صفحتها الثانية من عدد أمس، خريطة المغرب عن صحرائه حيث بدا جنوب البلاد مفصولا ومُغطى بعلم الجمهورية الوهمية المسماة "الجمهورية العربية الصحراوية"، وذلك في مقال موسوم بعنوان "إفريقيا تدعم الإمارات في سباق استضافة إكسبو 2020". وتحدث المقال عن حرص الدول الإفريقية على دعم الإمارات في استضافة هذا الحدث التجاري والاستثماري الكبير، خاصا بالذكر جميع بلدان شمال إفريقيا: مصر والمغرب وتونس وليبيا والجزائر وموريتانيا، والتي ستصوت لصالح الإمارات في سباقها نحو إكسبو 2020، بحكم العلاقات المتينة التي ترتبط بها مع الإمارات"، وفق تعبير المقال ذاته. ولم يُشر متن المقال إلى ذكر اسم الجمهورية الصحراوية التي تدعو إليها جبهة البوليساريو الانفصالية في نزاعها مع المغرب مدعومة من لدن الجزائر بخصوص قضية الصحراء، الشيء الذي يعطي انطباعا أوليا بأن الأمر قد لا يتجاوز خطأ مطبعيا سقطت فيه الصحيفة الإماراتية، وبأن تصحيحا لهذا الخطأ قد يظهر في العدد الموالي. وبالمقابل تساءل عدد من القراء عن تداعيات بتر خريطة المغرب عن صحرائه في جريدة البيان، وهل سيقدم المغرب احتجاجا رسميا للجهات المعنية في دولة الإمارات، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون نقلا من الانترنت لخريطة القارة الإفريقية، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول دور الجهود المغربية في التعريف بقضية الوحدة الترابية في مجال التواصل والشبكة العنكبوتية على الخصوص. وجدير بالذكر أن مسألة بتر جنوب المغرب عن صحرائه تكررت مرات عديدة، من بينها بتر خريطة جنوب البلاد خلال افتتاح الألعاب العربية التي نظمتها العاصمة القطرية الدوحة في شهر دجنبر من السنة الفائتة، وأيضا في برنامج خواطر 8 الذي بثته قناة إم بي سي قبل أشهر قليلة، فضلا عن ظهور خريطة المغرب ناقصة في شريط دعائي لعبد المنعم أبو الفتوح أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية ل2012..