شعب بريس- (عن بانوراما الشرق الاوسط) أرسلت "الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي" بيانا تستنكر فيه ما بثّته قناة "الجديد" اللبنانية في نشرتها المسائية الرئيسية ليوم الجمعة29 يونيو 2012 في تقرير أعدّه فريق الأخبار في القناة عن توّزع الأحزاب الإسلامية في مختلف الدول العربية حيث تضمّن التقرير صورة لخريطة المملكة المغربية مبتورة حيث ظهر التراب المغربي منفصلا عن صحرائه بشكل واضح أثناء تناول التقرير لقوّة الأحزاب الإسلامية في المملكة…
الصحافية اللبنانية رويدا مروّه أول من تنبه للخطأ وأشارت رئيسة الشبكة الناشطة والصحافية اللبنانية رويدا مروّه المعروفة بتقرّبها من ملف النزاع على الصحراء المغربية والتي هي أوّل من تنّبه شخصيا لهذا الخطأ الفادح في تصريح لها باسم الشبكة إلى أنّ هذا الأمر مرفوض تماما من قناة لبنانية عريقة لها اسمها ومكانتها بين اللبنانيين والعرب على السوّاء ولديها نسبة مشاهدة مرتفعة جدا مثل قناة "الجديد" والتي قدّمت للبنان شهداء في مجال الصحافة دفاعا عن حرية الرأي والتعبير والقيم الإنسانية والمهنية الإعلامية والوحدة الوطنية…
وأضافت مروّه أن هذا البتر قد يمرّ مرور الكرام أمام أعين المشاهد اللبناني والعربي لكنّه له أخطر الأثر على كرامة وعنفوان والوحدة الترابية لبلد عربي شقيق له امتداد دولي ومكانة تاريخية عريقة هو المملكة المغربية وشبعه الذي لا ولن يقبل المسّ بترابه وخريطته رفضا لأيّ محاولات انفصالية تمسّ وحدة الشعب والأرض…
وقالت مروّه أنها ليست المرة الأولى التي يرتكب الإعلام العربي خطأ كبيرا بحق ملف الصحراء، فالإعلام العربي يتجاهل مناقشة النزاع على الصحراء من الناحية السياسية والأمنية والإنسانية من جهة ويتجاهل منذ حوالي 37 عاما معاناة الآلاف من الصحراويين الذين يعيشون داخل مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، حيث تسيطر جبهة البوليساريو الانفصالية التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب من جهة أخرى…
وذكرّت الناشطة اللبنانية التي تعمل على ملف الصحراء منذ عدّة سنوات في منابر عربية وأممية وأوروبية أنّها ليست المرة التي يتّم فيها استفزاز الشعب المغربي ببتر صحرائه عن خريطة بلده فقد سبق وحصل ذلك في حفل افتتاح الألعاب العربية بالعاصمة القطرية الدوحة قبل أشهر قليلة ممّا سبّب احتجاجا مغربيا حينها بعد إظهار التراب المغربي منفصلا عن صحرائه أثناء تقديم الدول المشاركة في هذه التظاهرة واحتجت الجماهير المغربية وقتها عبر مجموعة من المواقع الإلكترونية ممّا استدعى اعتذارا رسميا قطريا جرّاء هذا الخطأ محملين المسؤولية فيه للجهة المنظمة وهي شركة أجنبية وليس للسلطات القطرية… ولكن وقتها أيضا كلّف ذلك الخطأ تعرّض عدد كبير جدا من المواقع الرسمية القطرية إضافة مواقع لشركات قطرية خاصة ضخمة إلى قرصنة من قبل مجموعات القراصنة المغاربة رّدا على نسف الصحراء عن خريطة المملكة المغربية…
بدوره أدان الناشط والكاتب اللبناني محمود فقيه، عضو الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي، هذا البتر "المستفّز" لخريطة بلد عربي شقيق من قبل "الجديد" معتبرا هذا الأمر خطأ مهنيا فادحا ارتكبته القناة قبل أن يكون خطأ إنسانيا بحق شعب وأرض وتاريخ المغرب ووحدته… واستغرب فقيه كيف أن الإعلام اللبناني والعربي لا يرى في المغرب سوى ذلك البلد الجميل بسياحته ويحملون عشرات الصور النمطية الخاطئة التي تشوّه شعبه ويجهلون أحد أهم قضاياه الإستراتيجية والأساسية سياسيا وامنيا واقتصاديا ألا وهي قضية الصحراء معتبرا أن هذا الخطأ يجب أن يتم تداركه والاعتذار عنه باسرع وقت ممكن… مذكرا أن المغرب قيادة وشعبا رائد في دعم قضايا عربية أبرزها قضية فلسطين التي يتغنّى بها أمثال قناة "الجديد" في نشراتهم وبرامجهم…
وناشدت الشبكة الجهات المعنية في قناة الجديد تدارك هذا الخطأ في تقريرها الذي بثته لانّ هكذا تقارير يتم تنزيلها على مواقع اليوتيوب ومواقع القناة لأهمية موضوعاته حيث يتناول التقرير المذكور ملف توّزع الأحزاب الإسلامية على الدول العربية… وطالبت الشبكة القناة بتقديم اعتذار علني عن الأمر مؤكدة ضرورة أن يحتفظ الجميع بأسلوب رّد هادئ على هذا البتر الذي لا يستحق رّدة فعل سلبية تجاه قناة محترمة ولها اسمها…
ولفتت الشبكة في ختام بيانها إلى أن جامعة الدول العربية لا تعترف بالجمهورية الصحراوية وكذا دول العالم والأمم المتحدة باستثناء قلّة قليلة جدا حيث اختاروا دائما الابتعاد عن المشكلة وعدم الخوض فيها تاركين ملف التفاوض على مستقبل النزاع حول الصحراء للأمم المتحدة برضا أطراف النزاع جميعا… ومن هذا المنطلق لا يسمح لأي وسيلة إعلامية ترفض الطروحات الانفصالية أن تبتر خريطة المغرب خاصة وان الصحراويين داخل السيادة المغربية مندمجين بشكل كامل في بلدهم ويسّجلون باستمرار أعلى نسب اقتراح في الاستحقاقات الانتخابية والاستفتائية في المملكة ويرفضون علنا الطروحات الانفصالية… في وقت تحتفظ فيه أهم عواصم القرار في العالم باتفاقيات اقتصادية وأمنية مع المغرب في نطاق صحرائه لذلك فليس مقبولا بتر الصحراء عن المغرب في أي محفل إعلامي أو دولي…