هل باتت الوحدة الترابية للمغرب مصدر قلق للقطريين؟، سؤال ماكان ليطرح بإلحاح لولا هذا الإصرار القطري على المس بالقضية الوطنية الأولى. فإضافة إلى بتر الصحراء المغربية من خريطة المغرب في حفل افتتاح الألعاب العربية، التي تستضيفها الدوحة إلى غاية يوم الجمعة المقبل، والأمر الذي دفع السلطات القطرية إلى الاعتذار عن هذا الخطأ، « غير المقصود»!، تطل علينا صحيفة الراية القطرية في اليوم الموالي بخريطة للعالم العربي، تتضمن في الجزء الخاص بالصحراء المغربية، راية البوليساريو، في تصرف مستفز أثار استياء كافة المواطنين المغاربة. هذا التعسف على الوحدة الترابية، دفع العديد من الرياضيين المغاربة إلى الرد بقوة، وبروح وطنية عالية، فالبطلة المغربية غزلان سيبا، الفائزة بالميدالية الذهبية في مسابقة الوثب العالي، ارتدت قميصا تتوسطه الخريطة المغربية، خلال مراسيم تتويجها بطلة للعرب في هذا التخصص، وقبلها رسمت البطلة المغربية مليكة عقاوي خريطة للمغرب على وجهها، مع عبارة «الصحراء مغربية»، الأمر الذي أثار «حفيظة» جريدة «الشرق الرياضي» القطرية نهاية الأسبوع الماضي، حيث عمدت إلى مسح جزء من خريطة المغرب وعبارة الصحراء المغربية من وجه البطلة المغربية. هذا التصرف غير المقبول من بلد عربي يجب أن يكون من أول المؤيدين لقضية وحدتنا الترابية، جعل كل المغاربة يستنكرون هذا «التطرف». وقد أرسلت جماهير المغرب التطواني رسالة غير مشفرة في مباراة المغرب التطواني و الرجاء، برسم الدورة 12 من البطولة الاحترافية، وهي المباراة التي نقلتها قناة الجزيرة القطرية مساء الأحد الماضي، تؤكد فيها مغربية الصحراء، حيث رسمت «تيفو» عملاقا تتوسطه عبارة «المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها»، مع عزف النشيد الوطني، قبل بداية المباراة. سلوك حضاري يؤكد روحا وطنية عالية. هذا التيفو« الذي جاب العالم» عبر قناة قطرية، أحسن من «الاعتذار»، الذي لم يشف غليل المغاربة، وجندوا كل خبراتهم المعلوماتية، للهجوم على المواقع القطرية، ولاسيما الخاصة بالمؤسسات الحيوية.