بعد الضجة التي أثارها بتر خريطة المغرب خلال فعاليات الحفل الافتتاحي للألعاب العربية التي تقام حاليا وإلى غاية يوم غد الجمعة 23 دجنبر في قطر، تعرضت خريطة البلاد ثانية للبتر والنقصان، وهذه المرة في رسم قارة إفريقيا المنقوش على الكأس الإفريقية للأندية البطلة، التي انتهت أطوراها أمس الأربعاء في مدينة سلا، بفوز فريق النجم الساحلي بالدورة 26 من هذه البطولة. وظهرت خريطة المغرب، كما هو مُبين في الصور المنشورة في هسبريس، ناقصة من جزئها الصحراوي الجنوبي، في القارة الإفريقية المرسومة على الكأس المُتنافس عليها، والتي رفعها واحتفل بها اللاعبون التونسيون، دون أن يثير ذلك احتجاج المسؤولين المغاربة سواء من الفريق السلاوي المشارك في البطولة، أو من لدن مسؤولي الجامعة المغربية لكرة السلة، حيث يبدو أنهم لم يَلحظوا هذا البتر الذي مس خريطة المغرب، رغم أن فعاليات كأس هذه البطولة الرياضية جرت على أرض مغربية، وهنا مَكمن المفارقة العبثية.. أساليب حضارية وتعليقا على هذه الحادثة الجديدة التي مست خريطة البلاد، قال الدكتور سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، في تصريحات لهسبريس، إنه على مستوى العالم بأسره، تقوم جميع المنظمات الدولية، باستثناء المحيط العربي والإسلامي، بوضع إما خريطة المغرب مبتورة، أو في أحسن الأحوال تضع خريطة إقليم الصحراء بلون مغاير، حتى يظهر أن الصحراء موضوع نزاع دولي، لم يتم الحسم في شأنه بعد. وأوضح الصديقي أن المنظمات الدولية، ومنها منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى "الاتحاد الإفريقي"، وأيضا عدد من المؤسسات الدولية الرياضية، من قبيل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تعتبر الصحراء منطقة ما تزال تشهد نزاعا، لهذا تقوم بفصل أو تحييد هذا الجزء من خريطة البلاد. وحول ردة فعل المسؤولين المغاربة، وأيضا بعض المبادرات التي اتخذها قراصنة الانترنت للهجوم على المواقع الإلكترونية في الدول التي بترت خريطة المغرب، أجاب الصديقي بأنه يرى أنه من الأجدى أن يوجه هؤلاء جهودهم الحثيثة للدفاع عن مغربية الصحراء بأساليب حضارية، من خلال البحث عن المعطيات التاريخية والسياسية التي تؤكد وتبلور مغربية الصحراء. وأشار المتحدث إلى أنه في المقابل ليس من المنطقي أن يقطع المغرب علاقاته السياسية والدبلوماسية مع كل الدول التي تقوم بوضع خريطة البلاد ناقصة، أو تخص منطقة الصحراء بلون مغاير، كما تقوم بذلك قناة الجزيرة القطرية على سبيل المثال. اللهم إن هذا منكر وفيما فضل الدكتور حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، في اتصال هاتفي لهسبريس معه، عدم الخوض في مثل هذه المواضيع لكونه "لم ير هذه الكأس بعينه، كما أنه "موضوع لا يدخل ضمن اهتماماته العلمية"، شن إطار متقاعد سابقا بوزارة الشبيبة والرياضة هجوما لاذعا على المسؤولين المغاربة، خاصة في قطاع الرياضة. وقال هذا الإطار الرياضي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لهسبريس إنه من العار على المسؤولين على السياسة الرياضية في بلادنا أن يهتموا بمصالحهم الشخصية، وبسفرياتهم ورحلاتهم إلى مختلف أصقاع العالم بجانب الأبطال المغاربة الذي يشرفون الراية الوطنية فعلا، فيما هم لا يكترثون لمسألة بتر خريطة بلدهم الذي ترعرعوا فيه، وساهم في تعليمهم وبناء شخصياتهم، ومنحهم أكثر مما أخذ منهم. واستهجن المصدر أن يتم بتر خريطة البلد مرة أخرى على أرض المغرب، دون أن يحرك أحد ساكنا، واصفا ردة فعل المسؤولين بالبارد والعبثي، ومطالبا الجامعة بالتحرك السريع للاحتجاج لدى المسؤولين في الاتحاد الإفريقي لكرة السلة، وإلا يردف المتحدث فإن خريطة المغرب ستتعرض دوما لهذا الاعتداء في كل المنافسات الرياضية القارية والعالمية، دون أن يحرك أحد أصبعه لقول "اللهم إن هذا منكر". وجدير بالذكر أن فريق النجم الساحلي التونسي انتصر في المباراة النهائية لبطولة إفريقيا للأندية البطلة في كرة السلة، التي نظمها أخيرا نادي الجمعية الرياضية السلاوية، بعد فوزه في المقابلة النهائية، أمس الأربعاء، على نادي بريميرو أغوسطو الأنغولي.