قام الفنان الموسيقي الأمازيغي محمد بلحيحي زيري بإصدار ألبومه الغنائي الأول في الآونة الأخيرة بعنوان: تورو تورا. وهو ألبوم يتضمن نصوصا شعرية مغناة لكل من الشعراء: محمد بلحيحي زيري، إبراهيم أخياط، إبراهيم باوش إيدير، أبو القاسم الخطير أفولاي، وهي كالتالي: تيدت، تيفاوين، داو ن تمكتيت، أمصيفاض، تورو تورا، تيلاس ن تودرت، أمارك. "" من خلال هذا الألبوم الغنائي الجديد، عمل الفنان محمد بلحيحي زيري على المزج والخلط الفني ما بين العناصر التراثية الموسيقية الأمازيغية كموسيقى الروايس ورقصة أحواش والنمط الموسيقي المعروف بتازنزارت والتراث الفني الخاص بكل من منطقتي الريف والقبايل، وبالمقابل عمل على الاستلهام من التراث الموسيقي العالمي شأنه في ذلك شأن تجربة أمارك فيزيون، عموري مبارك، يوبا، مجموعة ماسينيسا، إيدير... يتحدر الفنان الأمازيغي محمد بلحيحي المشهور بزيري من مدينة بيكرا الواقعة في الجنوب والتي لا بتعد عن عاصمة سوس أكادير إلا بحوالي 30 كلم. وقد بدأ مشواره الفني انطلاقا من سنة 1987 حينما أسس مجموعته الموسيقية الأولى ببلدته. وفي سنة 1989 انضم إلى المجموعة الفنية إيموريكن بمدينة الدشيرة التي تعتبر معقل الفن الأمازيغي بسوس بامتياز كبير. في حين شكل مقامه واستقراره بمدينة الرباط منعطفا حاسما سيؤثر في كل من حياته النضالية والفنية، بالخصوص أثناء انضمامه إلى الحركة الثقافية الأمازيغية عبر اشتغاله في مقر الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي مما يعنيه ذلك من احتكاك بمعظم الفاعلين في الحقل النضالي الأمازيغي واحتكاك يومي بمختلف الأحداث الخاصة بالقضية الأمازيغية والتي كانت تماما مثل الطابوهات المحظورة في تلك المرحلة، كان ذلك منذ سنة 1992 إلى غاية سنة 2002 حيث عمل في هذه الفترة كسكريتير تحرير لجريدة تامونت التي كانت تهتم بالسياسة الثقافية، كما عمل في مجال إخراج وإعداد الأغلفة الخاصة بالمنشورات والإصدارات التي أصدرتها الجمعية المذكورة في هذه الفترة. هكذا فقد تأتت له المشاركة في جميع الأنشطة الثقافية والفنية والإشعاعية التي نظمتها الجمعيات الأمازيغية عبر الجهات الأربع للمغرب وكذلك في أوروبا، وتبقى من بين أنجح مشاركاته الفنية: مهرجان إرار ؤرار في عامي 1992 و1995 بمدينة الناضور شمال المغرب، أنشطة الجامعة الصيفية بأكادير سنة 1993، أنشطة جمعية تاماينوت في كل من الرباط والدار البيضاء، أنشطة فروع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، أنشطة منظمة العفو الدولية، أنشطة المعهد الثقافي الفرنسي بالرباط ومعهد كوته الألماني...كما أن له العديد من العلاقات والصداقات الفنية التي تربطه أساسا مع معظم رموز الأغنية الأمازيغية من قبيل: خالد زيري، الإخوة العكاف، نعيم نور الدين، مبارك عموري، كريم المرس، مجاوي عبد السلام، سعيد عاقل تيتريت، فاطمة تابعمرانت، إيدير، جمال العلام...وقام في هذا الإطار الموسيقي بتدعيم وتعميق ثقافته وتكوينه الموسيقيين بالعمل الأكاديمي من خلال تسجيله بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص ومتابعته لدروس في الموسيقى شعبة الكيتارة على أيدي كل من الأستاذين بلعيد العكاف وإبراهيم لابلول. أما في المجال المسرحي فقد شارك الفنان محمد بلحيحي زيري في مسرحية "أوسان صميدنين" (الأيام الباردة) من تأليف الصافي مومن علي سنة 1994 والتي أعد كذلك الموسيقى المرافقة لها، كما لعب دورا مسرحيا في مسرحية "مان وامان دلامان" سنة 2004 في إطار فرقة إزوران، دون إغفال مشاركته في أعمال فنية أخرى بمعية فرقة تامونت ن ئزنكاض انطلاقا من سنة 1996. وابتداءا من سنة 2004 التحق للاستقرار بالدانمارك التي عمل فيها على إصدار ألبومه الغنائي الأول بتنسيق مع مجموعة من الموسيقيين العالميين.