بعد فترة طويلة من الغياب، عادت سميرة سعيد للساحة الفنية بالعديد من المفاجآت والصدمات.. فقد أطلقت النار على الكليبات العارية التي تشوه صورة نجوم الغناء لأنها تعتبر أن المرأة التي تسعى للإثارة تقلل من قدرها وقيمتها. سميرة أكدت في هذا الحوار الذي أجرته مع مجلة «أخبار النجوم» أنها ستلعب بطولة فيلم سينمائي بعد أن رفضت تقديم قصة حياتها في عمل فني. لقاء كان في فيلتها الفاخرة في القاهرةالجديدة .. كل شيء في الفيلا يعكس رقيا وحسا مرهفا من صاحبة الفيلا . لنتابع... "" منذ عامين وأنت تؤجلين طرح ألبومك الغنائي الجديد.. لماذا هذا التأجيل المستمر؟ أعترف أن فترة غيابي طالت، لكن هناك ظروفا فرضت هذا التأجيل منها مشاكل العمل التي عانيت منها أثناء التسجيل، والحمدلله استطعت التغلب عليها، وأيضا ظروف عائلية خاصة بعيدة عن الفن.. أمور كانت تشتت ذهني وأدت لعدم تركيزي الكامل في العمل. إلى جانب العزلة التي فرضتها على نفسي منذ انتقالي إلى منزلي الجديد.. كنت وقتها أبحث عن الهدوء الكامل، كما أنني قمت بإعادة صياغة وتسجيل بعض الأغنيات لأن تأجيل الألبوم جعل شكل وأسلوب هذه الأغنيات قديمين وبالتالي كان من الضروري إعادة تسجيلها من جديد.. بصراحة كنت أشعر أن الألبوم لم يكتمل كما كنت أحلم وأخطط.. كنت أشعر أن هناك أعمدة مهمة غير موجودة في الألبوم لذلك كنت أفضل التأجيل. هل تقصدين أنك تعانين أثناء اختيار أغنياتك؟ طبعا، لأن الأغنيات الحلوة قليلة جدا وتحتاج إلى بحث وصبر دائمين للعثور عليها. الواضح أنك موسوسة في اختياراتك الفنية؟ قد أكون موسوسة قليلا في اختياراتي الفنية لأنني أسعى لتقديم الأفضل.. أحب دائما أن أقدم أحلى كلمات وألحان وتوزيع، وهذا هو أسلوب كل فنان.. وأعتقد أن هذا القلق مطلوب لكن في حدود معينة.. والمهم في النهاية هو قناعتي بالعمل الذي أقدمه ويحمل اسمي. هل كنت تشعرين بالخوف من الانهيار الذي يتعرض له سوق الكاسيت، لذلك كنت تفضلين التأجيل؟ سوق الكاسيت في حالة انهيار منذ سنوات طويلة والكل يعاني منه .. وقرار تأجيلي المستمر لطرح ألبومي كان بسبب ظروفي الخاصة وأيضا مشاكلي مع الشركة المنتجة للعمل، وهذه المشاكل استغرقت شهورا طويلة من المحادثات.. أعترف أنها مشاكل عادية خاصة بالأمور المادية فقط، فقد كان من الضروري أن تكون هناك اتفاقات جديدة.. وهذه المشاكل جعلتني غير قادرة على التركيز في اختياراتي وتسجيلاتي.. فالاتفاق السابق كان منذ خمس سنوات وخلال هذه الفترة حدثت تفاصيل ومستجدات مادية جديدة تطلبت التعديل.. وفي النهاية وصلنا لحل يرضي الجميع. هذا هو ألبومك الأخير في عقدك مع الشركة.. ما مخططك الجديد؟ هل سيستمر التعاون بينكما من جديد أم ستنتقلين إلى شركة أخرى؟ لا أفكر الآن في هذا الموضوع، وأفضل أن أجلس مع نفسي خلال الفترة القادمة لاتخاذ القرار. المهم عندي هو طرح الألبوم، ومن المتوقع أن يكون خلال شهر ونصف الشهر من الآن. تردد أنك سافرت إلى البرازيل لتوزيع مجموعة من أغنيات الألبوم هناك؟ سمعت هذا الكلام الغريب ولا أدري من أي أتى البعض بمثل هذه الأخبار غير الصحيحة فأنا لم أسافر إلى البرازيل مطلقا ولم أشاهدها في حياتي.. ويبدو أن تسجيلي لأغنيتين تحملان الطابع اللاتيني جعل البعض يظن أنني سافرت إلى البرازيل لتوزيعها، وهذا غير صحيح بالمرة، فنحن في الوطن العربي لدينا موزعون رائعون وعلى أعلى مستوى، وموضوع سفري إلى البرازيل لتوزيع أغنياتي كلام مضحك وغير منطقي. وما حقيقة الأغنيات التي تم تسريبها من ألبومك الجديد على الإنترنت؟ بالفعل تم تسريب أغنية من أغنيات الألبوم الجديد، لكن هذه الأغنية لم تكن واضحة المعالم وكان تسجيلها مشوشا.. فقد كان في زيارتي بعض الأصدقاء وكانت بينهم فتاة قامت بتسجيل الأغنية على جهاز تسجيل صغير دون أن يلاحظها أحد، وبمجرد خروجها من منزلي قامت بطرح الأغنية على شبكة الإنترنت.. والحمد لله أن التسجيل لم يكن جيدا أو نهائيا وكان غير واضح المعالم.. وهذا الأمر أنقذني لأن التسجيل لو كان نهائيا كانت ستحدث كارثة، لأن الأغنية ضمن أهم أغنيات الألبوم. هذا الموقف هل سيجعلك أكثر حرصا في المرات القادمة؟ بالطبع، لأن الموضوع خطير للغاية . في كل ألبوماتك الأخيرة نلاحظ حرصك الشديد على التعاون مع أسماء محددة من المؤلفين والملحنين والموزعين.. لماذا؟ هم فنانون متميزون ولهم أعمالهم الناجحة، وبالتالي أحب التعاون المستمر معهم، إلى جانب معرفتهم المسبقة بما يصلح لي ويناسبني من أغنيات. ولماذا لا تجربين العمل مع غيرهم.. ألا تخشين التكرار؟ لا وجود للتكرار لأنهم متجددون باستمرار، كما أن قيامي بالتجربة مع آخرين يحتاج إلى وقت طويل لأنك عندما تتعاون مع شخص جديد تكتشف أنه غير جاهز لتقديم أغنيات متميزة.. تشعر أن الخبرة تنقصهم وأنهم يحتاجون إلى وقت أطول لتقديم عمل متكامل.. وكلامي هذا لا ينطبق على الجميع، ففي ألبومي الجديد أتعاون مع ملحن جديد اسمه شريف قطة وأيضا أتعاون لأول مرة مع محمد يحيى عند اختيارك لكلمات أغانيك هل تتدخلين بالتعديل أحيانا؟ أتدخل بشكل بسيط لأنني المسؤولة عن العمل ومن غير المقبول أن أردد فقط ما يقدم لي دون إبداء رأيي، فأنا شريكة في هذه العملية الإبداعية، كما أن جلسات العمل هذه من الأمور المهمة وأحب دائما أن يكون هناك تواصل بيني وبين المؤلفين والملحنين والموزعين، هذا التواصل يكون في جو من الحب والأخوة والمودة الصادقة من أجل تقديم عمل متميز يمتع الناس، ويجب أن تعلم أنني لا أحب أن أفرض رأيي على من حولي بل أحب أن أسمع كل الآراء للوصول إلى الأفضل لذلك يتقبل مني الزملاء تدخلي البسيط بمودة وحب على أساس أن العمل الغنائي عمل فني جماعي متكامل. معظم أغانيك فيها رصد واضح لحالات إنسانية لما يحدث بين المحبين، هل تفضلين دائما هذه النوعية من الأغاني؟ أحب تقديم كل الحالات الإنسانية وهذا ما يحدث عند تقديمي حالات تعكس ما يحدث بين المحبين التي أراها من أجمل وأرق المواقف التي يمكن رصدها بين المحبين، وهذا الرصد يميل بقوة نحو الواقعية ولذلك أحب أن أقدمه كما هو دون أي تدخلات.. أحب نقل العواطف الرقيقة والناس يحبون ذلك. هل تشعرين أن الغناء اليوم اختلف عن الماضي؟ أرى أن كل شيء في الدنيا تغير ولو نظرت حولك ستكتشف أنه لا يوجد شيء كما هو، وطبعا الأمر انعكس على عالم الغناء الذي تغير أيضا عن الماضي. هل تقصدين أن كل ما يقدم اليوم دون المستوى؟ لا لم أقصد ذلك ولا يمكن أن نظلم الجميع، فهناك من يقدم فنا متميزا والناس يعرفونهم جيدا ويتابعون أعمالهم، وهذا شيء جميل الجيل الجديد هل يبذل مجهودا أقل من المجهود الذي بذله جيلكم الفني؟ الأمر محير لأن كل جيل يقول إن الجيل التالي له لم يبذل مجهودا مقاربا للمجهود الذي تم بذله في الماضي، ومطربو اليوم يحققون الشهرة في أيام قليلة عكس جيلنا الذي كان يحقق النجاح بعد فترة من الوقت يكون خلالها قد قدم أغاني كثيرة متميزة حال الغناء اليوم كيف ترينه هل هو تخطيط أم مشاعر؟ الفن هو خليط من التخطيط والمشاعر والأحاسيس والاختيار الجيد، والمطرب عندما يغني لابد أن يكون عنده شعور وإحساس بما يغنيه، وفي نفس الوقت الفن تخطيط ولكن بشكل بسيط ومدروس حتى لا يتحول الفنان لمجرد آلة عديمة المشاعر، فأحاسيس الفنان تعتبر من العناصر المهمة في عالم الغناء. لماذا تظهرين دائما في حالة بهجة في كل أعمالك المصورة؟ البهجة والسعادة هما جزء من شخصيتي وهذه البهجة تظهر في طريقة غنائي كما أنني أحب دائما أن أظهر على طبيعتي. هذا أفضل. سمعت أنك سجلت دويتو غنائيا مع المطرب المغربي إيلام.. ماذا سيضيف لك هذا الدويتو؟ بالفعل سجلت الدويتو مع الطرب إيلام، لكنني في اللحظات الأخيرة فضلت طرح الدويتو. سنسجل بطريقة منفردة بعد طرح ألبومي الجديد بفترة وسأقوم بتصوير هذا الدويتو، فقد وجدنا أنه من الأفضل طرح الدويتو بطريقة منفردة غيابك هل سيؤثر على مكانتك في عالم الغناء؟ لا أعتقد ذلك لأن الفن المتميز يفرض نفسه بقوة. لماذا عدد المطربات أكثر من عدد المطربين في هذه المرحلة؟ لا أدري فهناك أساب كثيرة لهذه الظاهرة؟ هل السبب اعتماد الكثير من المطربات على أجسادهن وليس على أصواتهن؟ الموضوع، في الماضي، كان متوازنا بين الصوت والصورة، أما الآن فالأمر أصبح يعتمد على الصورة فقط وبشكل غريب ومستفز وأرى أن المرأة التي تسعى للإثارة الزائدة هي امرأة تقلل من قدرها وقيمتها. أعترف أن المرأة لابد أن تكون أنثى ناعمة ولكن ليس عن طريق الإثارة الزائدة المستفزة. المرأة من الممكن أن تكون ناعمة ومثيرة ولكن في حدود.. ويجب أن تكون هناك خطوط فاصلة. هذه الأغنيات العارية هل أثرت على وجود الأصوات الحلوة؟ هي أثرت على شكل المهنة بوجه عام، لأن الكل يغني الآن رغم أن الغناء عمل يتطلب إحساسا خاصا وليس جسدا مثيرا، وهذا أثر بالسلب على شكل مهنة الغناء. تردد أنك تنوين دخول عالم السينما من خلال فيلم يحكي قصة حياتك هذا غير صحيح لأن قصة حياتي عادية ولا يوجد بها ما يصلح لأن يكون قصة فيلم سينمائيا، وإن كنت أؤكد حرصي على تقديم عمل سينمائي في المرحلة المقبلة، وأمامي الكثير من السيناريوهات سأتفرغ قريبا لاختيار أفضلها.