لا تقبل سميرة سعيد ان تقف على المسرح في إحدى الحفلات لتغني (فقط لا غير)، وترفض ان يصبح ألبوم جديد لها مجرد رقم يدخل في احصائيات الشرائط الممغنطة، سميرة سعيد لا تنظر للغناء على انه وظيفة مسجلة في بطاقتها الشخصية، أو هواية مسلية في أوقات الفراغ، الغناء عند سميرة سعيد، موقف، احساس، لحظة اكتشاف لأعماقها، واختراع، يستحق التفكير. من يراقب تعامل سميرة سعيد مع اغنياتها يجدها لا تختلف كثيراً عن فنان تشكيلي، صوتها هو فرشاتها التي تلون بها المعاني بمشاعر الحب، والغيرة، أو المواجهة، ولا ترضى الفنانة عن لوحاتها (أغنياتها) إلا اذا حملت موضوعاً أو شكلاً، أو لوناً جديدا يمنحها القيمة. لماذا قررت في هذا الوقت بالذات الابتعاد عن الأغاني الدرامية؟ اختياري نابع من احساسي الشخصي بأن الجمهور أصبح في حاجة الى الأعمال الرومانسية واغاني الحب والتفاؤل، اقصد أعمالاً بعيدة عن الهجر والخيانة والمشاعر العنيفة ضد الرجل. هل الشعراء الموجودون حالياً على الساحة استطاعوا ان يقدموا لك ما يتناسب مع رؤيتك الجديدة؟ الى حد ما فالشاعر بهاء الدين محمد ساعدني في تقديم العديد من المواقف المختلفة لمشاعر المرأة الحقيقية وأنا شخصياً كلما أجد فكرة جديدة أقدمها. على الرغم من ان اغنياتك تقصدين بها وصف مشاعر المرأة إلا ان معظم جمهورك من الرجال؟ تلك المسألة هم يردون عليها افضل مني ولكني اعتقد ان افكار اغنياتي كلها تعبر عن مواقف واقعية تمس الرجال أيضاً فالعواطف بشكل عام تمس الرجل والمرأة على حد سواء. هل وضع المرأة حالياً يسمح بطرح نفس الموضوعات التي طرحت من قبل؟ اعتقد ان العواطف واحدة لم تتغير ولكن، هناك تغير طرأ على المرأة فأصبحت أكثر استقلالا مما يمنحها القدرة والفرصة على ان تكون على نفس القدر من المساواة في علاقتها مع الرجل الذي ترتبط به. هل هناك اغنيات توقعت لها نجاحاً كبيراً بعد اختيارك لها ولم تحقق النجاح المتوقع؟ نعم حدث ذلك ولكنني حالياً بدأت استوعب المسألة وأدقق كثيراً في اختياري حتى لا يتكرر معي نفس الموقف لان اختياراتي محسوبة على اسمي وتاريخي ولكن ليس من الضروري ان تنال كل اغنياتي نفس النجاح ولكنني أحاول تقديم الجيد والجديد دائماً. سميرة سعيد أكثر النجمات عرضة للشائعات وخاصة الزواج والطلاق؟ لا أعرف لماذا أنا بالتحديد ولكني أضع حول حياتي الشخصية سوراً حديدياً على قدر استطاعتي. من هن المطربات التي تحرصين على الاستماع الى أعمالهن؟ انغام، ذكرى، أحب سماع أغنياتهن جداً. هل فكرت في اعادة أغنياتك القديمة مرة أخرى؟ ممكن جداً وخصوصاً ان هناك أغنيات لم تأخذ حقها في النجاح واعتقد انها لو قدمت الآن بشكل جديد مع التوزيعات الحديثة سوف تحظى بإعجاب الجمهور. قرأنا اسمك في أكثر من عمل سينمائي فما مصير هذه الأعمال؟ غالباً هناك عمل بالفعل ولكن لا استطيع الحديث عنه الآن لانه لم يكتمل بعد. هل تأخرت خطوة اتجاهك الى السينما كثيراً؟ لا اعتقد لان عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وشادية قدموا أعمالاً سينمائية حتى يصدقهم الجمهور كمطربين لان السينما كانت النافذة الوحيدة أمامهم بالاضافة الى وجود منتجين في ذلك الوقت يستوعبون ذلك ولكن الأمر اختلف معنا الآن واصبح الفيديو كليب هو نافذتنا الوحيدة الى جانب السينما لو وجدت. ""