رفعت جبهة البوليساريو الانفصالية خلال الأيام حدة التوتر ضد المغرب، منتقلة من "المناورات" إلى شبه الإعلان عن الحرب ضد المملكة المغربية، حيث أعلن ما يسمى محمد لمين البوهالي وزير "الدفاع الوطني" بالجبهة الانفصالية أن "خيار العودة للحرب أصبح أمرا يفرض نفسه"، وذلك على هامش تخرج دفعة جديدة من مليشيات البوليساريو الانفصالية ب"ولاية السمارة". وأضاف البوهالي أن خيار العودة للحرب أصبح أمرا يفرض نفسه، كما أن ضرورة توفير الأمن والاستقرار لما أسماه "شعبنا" في ظل هذه الظروف الأمنية المضطربة يستوجب منا بناء قوة جاهزة ومستنفرة وقادرة على التعامل مع جميع الاحتمالات. وقال وزير دفاع الجبهة الانفصالية إن تخرج دفعة مليشياتهم جاءت "في ظروف استثنائي"، طابعها التسارع في المتغيرات العامة، فالمنطقة عموما تشهد مخاطر أمنية تكاد تعصف بالكيانات وتزعزع الاستقرار، ولأن ما وصفه "المحتل المغربي" لا زال متمسكا بمواقفه "العدائية". ولم يفت محمد لمين البوهالي أن وجه الشكر إلى صانعتهم الجزائر وجيشها الذي يساهم حسب تعبيره في "ترقية الفنون القتالية للدفعة، وساندوا باستمرار مستوى المؤسسة العسكرية الصحراوية وتعزيز التجربة القتالية ل"جيش التحرير الشعبي الصحراوي". تجدر الإشارة أن هناك عدة مؤشرات جد قوية الدلالة تفيد بأن جبهة البوليساريو تحضر لعمليات عسكرية ضد المغرب، تعتقد أنها ترفع من فعالية الورقة الحقوقية التي تقيم عليها استراتيجية صراعها ضد المغرب. حيث تعتقد أن ظروف الحرب جد مواتية بالنسبة لها لتحقيق هدف "فرض إقليم الصحراء منطقة دولية خارج السيادة المغربية" بعد الحرب، فإنها باتت اليوم تمتلك موالين حقوقيين لها على المستوى الدولي، فضلا عن تأطيرها لعدد هام من انفصاليي الداخل بالأقاليم الجنوبية. ومعلوم أن هذه المؤشرات تتقوى عشية إشراف الجيش الجزائري على تدريبات عسكرية سرية لصالح مليشيات البوليساريو، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول خلفياتها السياسية وظرفية إجرائها في هذا الوقت، حيث تبحث الأممالمتحدة مسألة سحب المغرب للثقة من كريستوفر روس. وكذا بعد الإعلان الجزائري المغربي عن عملية تطبيع مشروطة بجعل قضية الصحراء جانبا، في أفق عقد قمة مغاربية بتونس في أكتوبر القادم، فضلا عن عدد من القضايا الأخرى. وكشفت تسريبات إعلامية تابعة للبوليساريو عن ما أسمته ب"إجراء مناورات عسكرية مشتركة، بين الجيش الجزائري ومليشيات جبهة البوليساريو، فيما تأكد ميدانيا أن الجيش الجزائري أشرف سريا على تأطير تدريبات عسكرية ميدانية بمنطقة تندوف همت بحسب وسائل الإعلام ذاتها التكوين على حرب الصحراء، والقتال في المناطق القريبة من الجدار الأمني العازل وعلى سرعة التحرك بالقرب منه، علاوة على تدريبات استخدمت فيها الأسلحة والذخيرة الحية تحت إشراف وحدات جزائرية متخصصة في حرب العصابات.