* العلم: الرباط تحدثت مصادر إعلامية وثيقة الاطلاع عما أسمته "الملتقى العسكري الجزائري الصحراوي الذي انعقد يوم السبت 11 مارس الجاري" وذكرت هذه المصادر أن اللقاء تطرق "إلى تبادل التجارب بين الجيشين الصحراوي والجزائري" ولم تضف هذه المصادر أية تفاصيل عن طبيعة هذا اللقاء وعما إذا كان الأمر يتعلق بمناورات عسكرية أو بلقاء بين قادة في الجيش الجزائري و نظرائهم في المليشيات المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية؟ كما لم تنقل هذه المصادر حقيقة ما جرى في هذا اللقاء واكتفت في هذا الموضوع بجملة وحيدة لم تفد أي معنى. ومهما كانت طبيعة هذا الملتقى، وبغض النظر عما جرى فيه، فإن التسويق لعقده في هذه الظروف الدقيقة جدا التي تمر منها المنطقة يؤشر على معطيات وحقائق تكتسي خطورة بالغة. فقد اعتاد المسؤولون في المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر التعامل مع قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية في القضايا ذات الإرتباط بالأمن والخبرات العسكرية، ولم يكن في يوم من الأيام خافيا أن جنرالات المؤسسة العسكرية الجزائرية هم المتحكمون الفعليون في كل ما يتعلق بالجبهة الانفصالية، ولكنهم كانوا باستمرار أشد حرصا على التعتيم على هذه الحقيقة، ولذلك لم يسبق في يوم من الأيام أن سمحوا بنشر أي خبر يتعلق بهذه العلاقة. وحينما يعطون اليوم الضوء الأخضر لنشر خبرا عن هذا اللقاء فإنهم بذلك يوجهون رسائل غير مشفرة لمن يهمه الأمر خصوصا إلى المغاربة. ولسنا في حاجة إلى التذكير بأن التسويق لعقد هذا الملتقى يتزامن مع حالة احتقان غير مسبوقة في المنطقة بسبب أزمة الكركرات التي تحتلها مليشيات مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، والتي رفضت الإنسحاب منها رغم طلب الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد. إن التسويق لعقد هذا الملتقى يندرج في سياق التصعيد الخطير الذي سارت عليه الجزائر و الجبهة الانفصالية، و هما بذلك يدفعان المنطقة إلى حرب حقيقية . و إن التسويق للخبر يعتبر أيضا إعلانا صريحا من الحاكمين في الجزائر عن مساندتهم لمليشيات الجبهة في الحرب ضد المغرب التي يروجون لها من خلال تكرار الإدعاء بأن المليشيات المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية توجد في كامل الجاهزية للحرب.