تدريب الجيش الجزائري* لمليشيات الانفصاليين وقف مفاوضات أو إعلان حرب* عبد الفتاح الفاتحي٭ تثير قضية إشراف الجيش الجزائري* على تدريبات عسكرية لصالح مليشيات البوليساريو الكثير من التساؤلات حول خلفياتها السياسية وظرفية إجرائها في* هذا الوقت،* حيث تبحث الأممالمتحدة مسألة سحب المغرب للثقة من كريستوفر روس*. وكذا بعد الإعلان الجزائري* المغربي* عن عملية تطبيع مشروطة بجعل قضية الصحراء جانبا،* في* أفق عقد قمة مغاربية بتونس في* أكتوبر القادم،* فضلا عن عدد من القضايا الأخرى*. فقد كشفت تسريبات إعلامية تابعة للبوليساريو عن ما أسمته ب"إجراء مناورات عسكرية مشتركة،* بين الجيش الجزائري* ومليشيات جبهة البوليساريو،* فيما تأكد ميدانيا أن الجيش الجزائري* أشرف سريا على تأطير تدريبات عسكرية ميدانية بمنطقة تندوف همت بحسب وسائل الإعلام ذاتها التكوين على حرب الصحراء،* والقتال في* المناطق القريبة من الجدار الأمني* العازل وعلى سرعة التحرك بالقرب منه،* علاوة على تدريبات استخدمت فيها الأسلحة والذخيرة الحية تحت إشراف وحدات جزائرية متخصصة في* حرب العصابات*. ولا* يمكن أن تكون هذه التدريبات العسكرية الجزائرية لصالح مليشيات البوليساريو بالحدث العادي،* لكونها تركزت على تدريبات إدارة المعارك في* الصحراء،* ولأنها همت تكتيكات حرب العصابات،* ومن جهة ثانية كونها تأتي* وسط دعاية إعلامية مكثفة للبوليساريو تتهم فيها الأممالمتحدة بالفشل في* حل النزاع حول الصحراء،* ولاسيما بعدما سحب المغرب ثقته من المبعوث الأممي* إلى الصحراء كريستوفر روس على خلفية تصرفاته المنحازة وتراجعه عن الضوابط التفاوضية التي* سطرتها قرارات مجلس الأمن*. ولا* غرو أن تكون* غاية البوليساريو والجزائر من هذه المناورات العسكرية المشتركة توجيه رسائل إلى المنتظم الدولي* بخصوص النزاع في* الصحراء،* وتحذره فيها من أنها قادرة على جر المنطقة إلى صراع عسكري* جديد،* من خلال إعلان عودتها حمل السلاح في* وجه الأمن،* ومعلنة أنها قد لا تأبه بشروط اتفاق وقف إطلاق النار*. إن ظرفية الإعلان عن هذه التدريبات العسكرية التي* استفادت منها عناصر مليشيات جبهة البوليساريو لم تكن بريئة لأنها جاءت أيضا مع بحث أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء* (اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا*) المكلفة بالدفع بالمفاوضات بين المغرب والبوليساريو* وإعداد القرارات الخاصة بهذا الملف في* مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة*. ومن جهة ثانية،* فإن جبهة البوليساريو تعمل عبر دعايتها الإعلامية إلى التعبئة لصالح مشروع تخطط له* يعطي* الإشارة للانتقال من* "مجرد التظاهر أمام الجدار في* تيفاريتي*" إلى* "ضرورة الاعمار الفعلي* وإقامة المزيد من المشاريع*" على المنطقة العازلة*. ويبدو أن هذا المخطط لن* يكون أقل من تنفيذ عملية استيطان فعلية للمنطقة العازلة تحقيقا لما تسميه الجبهة ب"حلم التواجد على الأرض المحررة في* أفق استكمال تحرير باقي* تراب الصحراء*". إن مستقرئ هذه المؤشرات* يجدها تنهض على القيام بأعمال استفزازية لممارسة الضغط على الأممالمتحدة حتى لا تستجيب لطلب المغرب سحب الثقة من كريستوفر روس،* بتهديد خرق اتفاق وقف إطلاق النار وجر المنطقة إلى صراع عسكري،* تلوح فيها جبهة البوليساريو بإجرائها ل* *"مناورات عسكرية*" مع الجيش الجزائري* تبحث قضية جاهزية الجيش الصحراوي* لحمل السلاح في* وجه المغرب عبر معارك ميدانية في* الصحراء وتنفيذ عمليات حرب عصابات داخل الأقاليم الصحراوية الجنوبية*. المؤشرات العملية لتنفيذ عمليات عسكرية داخل التراب الصحراوي* يتأكد بتنظيم الجزائر لجامعة صيفية تستضيف فيها عدد من انفصالي* الداخل تحت اسم جامعة بومدين لتأطيرهم على الكراهية والعنصرية ضد كل ما هو مغربي،* وكذا تدريبهم على كيفيات تأجيج الأوضاع الأمنية بالأقاليم الجنوبية،* وذلك تحت إشراف عناصر من المخابرات الجزائرية وقيادات عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو*. إن هذه الحيثيات المستعرضة من تدريب مليشيات جبهة البوليساريو على حرب العصابات في* الصحراء،* وبعد السعي* الفعلي* لاستيطان المنطقة العازلة وقضايا أخرى،* كلها عوامل تكشف أن جبهة البوليساريو تعيش حالة إحباط شديدة* غداة فشل البوليساريو في* إقناع مجلس الأمن الدولي* بتوسيع صلاحيات* "المينورسو*" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان وإعلان الصحراء منطقة دولية،* وبعد اقتناع الأممالمتحدة باستحالة إجراء الاستفتاء في* الصحراء،* بينما تفيد المعطيات الميدانية أن المغرب* يقوي* عناصر سيادته على الأقاليم الجنوبية ويقوي* موقفه التفاوضي* الذي* يعاني* فقط من ضغط الورقة الحقوقية*. محلل سياسي مختص بقضايا الصحراء والشأن المغاربي