يوم كتبت مقالتي "ماذا لو صرت وزيرا أولا "، و التي كانت في مجملها كلام باطل يراد به حق ،حيث تصورت نفسي مرشحا فوق العادة لمنصب الوزارة الأولى ،متحملا عناء تقديم برنامج انتخابي مفعم بكل ضروب الحب و أنواع العشق للعروبة و "المشرق"،و بكل ألوان التمجيد للأصول "الأندلسية""الفاسية" "المورسكية"... لم لأكن أتوقع أبدا أن تصدق نبوءتي المشؤومة ،ليعين فعلا في منصب الوزارة الأولى أحد أشد العاشقين لنسبه"الشريف" والمتيمين بالعرب و العربية والعروبة والتعريب... كذلك كان ،فوجد أحد العبابسة الفرناسيين نفسه، بموجب لعبة مخزنية مفروشة (بترقيق الراء)على رأس الجهاز التنفيذي ليجهز على ما بقي من وهم لدى من كان يأمل يوما في مغرب جديد. لن أكرر الكثير مما قيل عن هذا العبث غير المتقون، و ما حلله و فسره و شرحه المحللون و الشارحون و المشرحون، لأني، و بكل غرور السذج المتعجرفين، أعتبر نفسي الآن أحد من يجب أن يعول عليهم في التنبؤ و التنجيم،علني أنال بعضا من الشهرة التي نالها صاحب الرؤى و البركات ، رغم أني لست لا وليا و لا صالحا كما هو حال شريفنا عبد السلام ياسين. ها قد عُين إذن الأمين الخاص لحزب الاستقلال رئيسا للوزراء ، و ها هو قد اتحد مع الاتحاديين متحررا مع الأحرار من كل حياء أو خجل ،فتقدم مع التقدميين إلى الكرسي الوثير بالمجلس الحكومي و خطط مع المخططين ليصبح كل نبيل وزيرا ، فصارت الحكومة شريفة بامتياز على رأسها حزب ما زال مصرا على اسم لا معنى له في ظل مغرب الوحدة و السيادة ... لأني لا أفهم - كما هي عادتي دائما – لم الاحتفاظ باسم "الاستقلال" بعد 50 سنة من الاستقلال. و كأنهم، يطالبون باستقلال آخر عن الاستقلال نفسه، أو الاستقلال بأنفسهم عن الوطن المستقل أصلا. أم أنهم بحاجة دائمة لتذكير المغفلين منا بكون حزبهم من "أنعم"علينا بالاستقلال ،ليكون بذلك الأحق بالحكم علينا و التحكم برقابنا في كل جهات المملكة الشريفة ،فيصوت ناخبون سذج على منتخبين بليدين يمنحون مقاعد كافية ليستوزر بعدهم أبناء و أصهار الفاسي و بنات الصقلي و بادو حفدة الحركة الوطنية الشريفة العفيفة ... "" فمن الفهري و مرورا بالناصري و الفاسي و الصقلي و حجيرة و غلاب ووصولا إلى العلمي و بادو لم يبق للسعدية قريطف إلا أن تكره اسمها "البدوي" المثير للسخرية لدى" المشارقة". إلا أن تبحث عن اسم فني "مشرقي" رنان يجعلها أقرب إلى العروبة ،فاختارت ،بدل اسمها المغربي التقليدي الأصيل، أن تصبح ثريا بنت جبران . هذا الجبران الذي صار -دون أن يدري – أبا لها بالتبني . فصرت بعدهما أبسمل و أحوقل لعلمي اليقين أن بنت جبران ،بعد أن تنصلت من أصلها و فصلها و غيرت اسمها ،لن تتوانى عن تغيير اسم وزارتها من وزارة الثقافة إلى وزارة آل" ثقيف" نسبة إلى القبيلة الشهيرة في الجزيرة العربية. والحق أني لا ألوم للا السعدية عن هذا التهافت للبحث عن هذا التهافت للبحث عن اسم ينسجم و حبها للعروبة و الشرق ،فقد سبقها لذلك الآلاف المؤلفة من المغاربة قديما و حديثا مدعين أصولهم الشريفة و انتسابهم لآل إدريس عل ذلك يمنحهم ثروات الدنيا و شفاعات الآخرة ،فصار العشرات من حفدتهم وزراء في حكومة المغرب الجديد . [email protected]