ثمنت البرلمانية الوحيدة عن مغاربة الخارج بمجلس النواب المغربي نزهة الوافي، ما جاء في برنامج الرئيس الفرنسي المنتخب، بخصوص إتاحة الفرصة للمهاجرين من أجل المشاركة في الانتخابات المحلية، معتبرة أن ذلك سيعطيهم الفرصة لحماية مصالحهم وتثبيت مواطنتهم. وتمَنّت النائبة عن حزب العدالة والتنمية، في مقابلة مع هسبريس حول قراءتها لفوز المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند بالرئاسية الفرنسية، أن يعيد صعود هذا الأخير البوصلة للسياسة الفرنسية في تعاطيها مع قضايا الهجرة والمهاجرين، وبالخصوص مع المغاربة والذي يتجاوز عددهم المليوني مغربي، ومن ذلك ملفات التقاعد، داعية وزارتي الخارجية والهجرة إلى ضرورة أن يكون ملف المهاجرين حاضرا في أجندتهما المستقبلية، لحماية حقوق مغاربة فرنسا. تصويت الضواحي كان عقابيا لساركوزي وعن دلالات تصويت سكان الضواحي والذين يشكل المسلمون أغلبيتهم على فرانسوا هولاند، قالت الوافي في ذات المقابلة، إن التصويت كان عقابيا لسياسة ساركوزي، ضد المهاجرين من طرف سكان الضواحي معتبرة أن منح أغلبية سكان هذه المناطق، لأصواتهم لليسار لها دلالة قوية، وقد تكون جوابا ضمنيا من ساكنة الضواحي على أحداث عام 2005. أما بخصوص رسائل مشاركة الشباب من أصل أجنبي وتفاعلهم القوي وممارسة حقهم الدستوري، أوضحت الوافي أن كل المدن التي سقط صقورها السياسيون من اليمين له تفسير واضح ووحيد، أولا وعي الجاليات الأجنبية وخاصة الشباب من أصل أجنبي الذين شاركوا بقوة في اللحظة الديمقراطية لبلدهم، مشيرة إلى أن الشباب خاضوا حملات ديمقراطية بمشاعر المواطنة التي برهنت على علاقتهم الغير مشروطة بالبلد الذي ترعرعوا فيه. وثانيا متأثرين في ذلك بالشباب العربي الذي قاسمهم مطلب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. تأثير الربيع العربي في الانتخابات الفرنسية الوافي قالت إن تأثير الربيع العربي في العملية الانتخابية الفرنسية كان واضحا، ويتجلى في الوعي من لدن هؤلاء الشباب بأهمية الصوت وبقداسة ما تعبر عنه صناديق الاقتراع كتعبير أسمى للديمقراطية مضيفة أن هذه الشريحة، هي المعنية الأولى بسياسات فرنساالجديدة بالمواطنين الجدد الذين أكدوا بهذه المشاركة الفاعلة أنهم مواطنون فرنسيون وبهذا هم يحسمون بشكل صريح نقاش الهوية الوطنية وهي رسالة كذلك لمدبري الشأن العام. الإعلام الفرنسي مدعو للكف عن شيطنة الأصول خاصة الإسلامية وعن دور الإعلام في التعاطي في المستقبل مع قضايا الهجرة والمهاجرين قال الوافي إن "عليه أن يكف عن تنميط هذه الفئة من المواطنين التي ظلت في أغلبها مؤسسة على مقاربة ضبابية محافظة وحمائية دون مبالاة بدعم مسار تجدر المواطنين الجدد ببلدهم الأول الذي لا يلغي ارتباطهم بأصولهم وبدعم مشروع المواطنة حقوقا وواجبات"، داعية إلى احترام حقوق الإنسان والكرامة للمواطنين الأوروبيين من أصول أجنبية لأن هذا فيه إغناء حسبها لفرنسا ولباقي دول الوحدة الأوروبية متأسفة كيف أن وسائل الإعلام الفرنسية لم تعر اهتمام لنتائج التصويت المعبر في الضواحي. ولم يفت البرلمانية توجيه رسالة خاصة إلى الإعلام الفرنسي تدعوه إلى الكف عن شيطنة الأصول، خاصة الإسلامية لأن المواطنين الجدد يريدون فعلا ديمقراطية حقيقية وأنه يستطيع إعمال التعددية من خلالها وأن الإسلام عامل إغناء وليس عاملا معرقلا، والمواطن الأوروبي ذو الأصول الإسلامية بتعددها لا يريد أن يرى الغرب مهووسا بالإسلاموفوبيا والخوف الأصولي بل الغرب الداعم لحقوق المواطنة والعدالة الاجتماعية الغير القابلة للتأجيل. تصويت المسلمين لوقف إيديولوجيا " مشروع أسلمة فرنسا" واسترسلت نفس المتحدثة في هذا الاتجاه بالقول أن تصويت الجالية المسلمة المكثف يأتي لوقف إيديولوجيا لا أساس لها مبنية على التخويف من الحلال ومن مشروع لا أصل له في وعي المواطنين الشباب المسلمين وهو مشروع أسلمة فرنسا؟ وهو رد فعل عنيف لوقف خطاب يهمش هؤلاء الشباب ويروج أنهم غير مهتمين بفرنسا، مؤكدة أن ذلك سيكون له أثر بالمجموعة الأوروبية في التعاطي مع موضوع الهجرة والمواطنين الجدد.