استضافت بلدة مولاي بوسلهام الساحلية في المغرب بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من مارس المهرجان الدولي الثاني لتوت الأرض الذي شارك فيه عدد من الدول منها بيرو في أمريكا الجنوبية منشأ هذه الفاكهة. وعرضت ثمار عالية الجودة خلال أيام المهرجان الذي توافد عليه آلاف الزائرين خلال أيامه الأربعة. وسعت إدارة المهرجان هذا العام إلى توعية المنتجين ومعظمهم من صغار الزراع بأفضل أساليب الري وبمخاطر الإفراط في استخدام المواد الكيماوية في الزراعة. ويزرع نحو 3300 فدان بتوت الأرض في المغرب معظمها في شمال غرب المملكة. ويصدر الجزء الأكبر من المحصول المغربي للتصدير إلى الخارج. واشتركت مؤسسة ناليسا للتنمية والبيئة والعمل الاجتماعي في تنظيم دورة العام الحالي للمهرجان مع المجلس القروي في مولاي بوسلهام. وقال الشاوي بلعسال رئيس المجلس القروي لمولاي بوسلهام "من خلال هذا المعرض نطمح إلى رفع الجودة وكذلك الإنتاج وأن نحسن الفلاحين الصغار بأن ينظموا أنفسهم في شكل تعاونيات أو جمعيات حتى يستفيدوا من مزايا التصدير ومن الأثمنة التفضيلية التي يمنحها التصدير لهذا المنتوج". واشتركت مصر في المهرجان هذا العام مع تركيا وماليزيا وإسبانيا وفنزويلا وبيرون والمناطق الفلسطينية. وقال محمد بركات المستشار الثقافي بالسفارة المصرية ومدير المركز الثقافي المصري في الرباط خلال المهرجان "هدفنا الأساسي من قدومنا اليوم هو أن نساعد الجمعية القائمة على المهرجان.. جمعية ناليسا.. بأن نقدم لها كل الدعم الفني والتقني لرفع مستوى إنتاج "الفراولة" (توت الأرض) في المغرب الشقيق. وهذا يتطلب تبادل للخبراء وعقد مناقشات وحوارات بين الطرفين للوصول إلى مشروع بحثي جيد لرفع إنتاجية الفراولة في المغرب". وشهد المهرجان أيضا حضورا قويا للباحثين في مجال الزراعة في إطار حرص الجهات المنظمة على المساهمة في زيادة جودة الإنتاج. وقال عبدالرحمن طنكول رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة "جامعة ابن طفيل تساهم من أجل إحداث أدوية لمعالجة الفطريات.. أدوية طبيعية لا تشكل أي خطر على الإنسان. باستعمالنا لمثل هذه الأدوية الطبيعية يمكن أيضا أن نحسن من جودة الإنتاج". وتشجع مؤسسة ناليسا الزراع على تحسين طرق الري في محاولة لتوفير نحو 35 في المئة من المياه باستخدام معدات وأساليب حديثة. ورغم الأهمية الاقتصادية لقطاع زراعة توت الأرض ومستقبله المبشر مع اتساع المجال لزيادة الإنتاج مستقبلا يعاني القطاع كثيرا من المشكلات ولا يتلقى مزارعو توت الأرض أي مساعدات من الدولة. وعلى عكس مزارعي الموالح والطماطم في مناطق أخرى بالمغرب لا توجد أي رابطة رسمية أو جمعية تعاونية لمزارعي توت الأرض. وقال مزارع يدعى علال لكحل "نصدر حوالي 30 في المئة وعلى الدولة أن تدعمنا. هذه السنة أثر الصقيع على توت الأرض وعلى الأفوكادو وعلى الموز والبرتقال وعلى جميع المنتوجات ولهذا نحتاج إلى مساعدة. ولحد الآن لم نُترصد يأي معونة". ورغم الصعوبات التي تواجهها زراعة توت الأرض في المغرب فما زالوا متفائلين بمستقبل هذا القطاع ويقولون إنهم يتمتعون بميزة قرب بلدهم من أسواق التصدير في أوروبا. كما تتوفر في المغرب أيضا ظروف ممتازة لزراعة التوت من تربة ومياه لإنتاج محصول عالي الجودة في وقت مبكر من العام قبل إسبانيا المنافسة. وتتميز أيضا زراعة توت الأٍض في المغرب أيضا بعدم استخدام المبيدات خلافا لنظرائهم في أوروبا. والولايات المتحدة هي أولى دول العالم في إنتاج توت الأرض إذ تنتج مليون طن سنويا تليها إسبانيا التي تنتج 300 ألف طن ثم المغرب التي تنتج نحو 140 ألف طن كل عام.