حفزت المديرية الإقليمية للفلاحة بخريبكة بتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي الفلاحين على اعتماد نظام """"الزرع المباشر"""" كبديل تكنولوجي يرتقب تعميمه بجهة الشاوية - ورديغة لضمان محاصيل فلاحية ذات جودة عالية ومردودية أكثر بأقل تكلفة. ويعلل المتخصصون بالمديرية والمعهد أهمية اعتماد هذا النظام، الذي يعتمد على الزرع بدون حرث، بكونه يمكن بالأساس من الحد من تناثر التربة وضياع موادها العضوية والكيماوية التي تتغذى بها النباتات. وأكد هؤلاء أن التجربة أثبتت فعاليتها في نحو ألف هكتار موزعة على46 مزرعة نموذجية بجماعتي المعادنة وأولاد فنان ( دائرة وادي زم) حيث تراوح معدل محصولها الزراعي بين15و30 قنطارا في الهكتار الواحد، وهو الأمر الذي لازال بعيد المنال بالنسبة للأراضي المحروثة بالإقليم والتي نادرا ما يتعدى معدل إنتاجها 12 قنطارا في الهكتار. وبالنظر للتساقطات المطرية المبكرة التي شهدها الإقليم خلال الموسم الفلاحي الحالي، حيث بلغ معدلها 7 .484 ملم ما بين شتنبر2008 ومارس الماضي، أي بفائض146 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، فقد تجاوز حجم الإنتاج40 قنطارا في الهكتار الواحد. ويوصي المهندسون والتقنيون الزراعيون بضرورة اعتماد مثل هذا الأسلوب الزراعي، خاصة بالمناطق التي تشكو من ضعف إمكانيات المزارعين لإعتماد التقنيات المتطورة، علاوة على افتقار هؤلاء للتأطير والتكوين، وندرة مياه الري كما هو الشأن بالنسبة لإقليم خريبكة الذي لم يتعد معدل التساقطات به على مدى ثلاثة عقود7 .320 ملم في السنة. وأوضحوا أن نجاح هذا النظام المستحدث يستدعي مرافقته بمجموعة من التدابير تتمثل، أساسا، في احترام نظام الدورة الزراعية، أي استبدال الحبوب بين موسم وآخر بزراعات أخرى، مع الجمع في بعض الحالات بينها وبين النباتات الكلئية، وخاصة القطنيات، التي تفرزمزيدا من مادة الآزوت كسماد طبيعي من شأنه المساهمة في انتعاش التربة. كما أكدوا، في هذا الصدد، على ضرورة تسوية الأرض قبل عملية الزرع للحيلولة دون تراكم وتسرب المياه مع استعمال الأدوية لمكافحة القوارض والأعشاب الطفيلية التي تعرقل نمو الحبوب، علاوة على القيام بعملية الحصاد على علو مرتفع نسبيا، حرصا على ضمان الغطاء النباتي. واستفاد أصحاب الأراضي المخصصة لهذا البرنامج الرامي إلى تحسين جودة الإنتاج الوطني، من دعم الدولة بنسبة50 في المائة من قيمة التحاليل التي أجريت منذ شهر يوليوز2008 على480 عينة من التربة قصد الحصول على نوعية الأسمدة التي يستجيب استعمالها لطبيعة الحبوب والثمار المتوقع إنتاجها. ومع دخول """"مخطط المغرب الأخضر"""" سنته الأولى التي عرفت تساقطات هامة، يفضل المعنيون استعمال أصناف البذور البكرية المختارة التي تظهر مردوديتها خلال أشهر (ما بين خمسة أشهر وخمسة أشهر ونصف) مما يساعد على توفير المزيد من المياه خاصة بالمناطق ذات المناخ شبه الجاف. وعلى ضوء النتائج الايجابية التي أسفر عنها البحث الزراعي، خصت المديرية الإقليمية للفلاحة بخريبكة فلاحي الإقليم بست حملات تحسيسية ( من منتصف أكتوبر 2008 إلى نهاية ماي2009 ) بهدف ضمان استمرارية هذا االنظام الجديد الذي سخرت لتطويره آلات عصرية تضع في ذات الوقت البذور مع ما يكفيها من السماد الملائم. وهمت مواضيع هذه الحملات مجالات مختلفة، منها ترشيد استعمال عوامل الإنتاج (الأسمدة والبذور المختارة والمبيدات) وأهمية الإقتداء بالمسار التقني الأمثل الموصى به لزراعة الحبوب وتحسين مردوديتها، وكيفية محاربة الأعشاب الطفيلية واستعمال المبيدات الكيماوية والتسميد بالآزوت. كما نظمت زيارات استطلاعية لمعاينة حصيلة ما أسفرت عنه نتائج نظام الحرث المباشر بعدد من الحقول النموذجية التي هيأها فلاحون منخرطون في ( التعاونية الفلاحية الحسنية) بقيادة بني خيران ( دائرة وادي زم) حيث شمل برنامج إدماج سلسلة القمح الطري هذه السنة 73 هكتارا في انتظار أن تعم التجربة خلال الموسم الفلاحي القادم120 هكتارا إضافية. ويتوخى المعنيون من خلال هذا البرنامج تكييف إنتاج الحبوب مع الطلب، وتحسين طرق تجميع المحصول وترتيبه وتخزينه وتسويقه، فضلا عن تحفيز الفلاحين على التكتل في شكل تجمعات للإستفادة من عمليات الدعم التي تقدمها الدولة للرفع من جودة الإنتاج وتسهيل عملية التسويق.