أبرز قياديون في حزب التقدم والاشتراكية وصحافيون وجامعيون ٬ في لقاء تكريمي لروح الفقيدين الوطنيين محمد فرحات وسيمون ليفي اللذين رحلا مؤخرا٬ المسار النضالي والسياسي والفكري المتفرد للفقيدين من أجل خدمة المبادئ والقضايا السامية وفي مقدمتها الدفاع عن القضايا الوطنية ومناهضة كل أنواع الحيف والظلم والعنصرية. كما أبرزت شهادات المتدخلين ٬خلال هذا اللقاء التكريمي الذي نظم مساء الاثنين 19 مارس الجاري، بالرباط بمبادرة من الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وأداره خالد الناصري عضو الديوان السياسي للحزب٬ التزام الفقيدين طيلة حياتهما بمساندة كفاح الشعوب من أجل الحرية والتقدم والديمقراطية. وفي هذا السياق٬ استحضر نبيل بن عبد الله الأمين العام للحزب٬ خصال الفقيدين الانسانية الرفيعة ورصيدهما النضالي الحافل بالتضحية والبذل والعطاء والابداع. وذكر أن الفقيدين ناضلا معا لفترة طويلة خلال الاستعمار وما بعده في حزب واحد ومن أجل أهداف مشتركة حيث كان كل من موقعه وعلى طريقته المميزة مثقفين ملتزمين بالمبادئ السامية والمثل العليا٬ حيث ناضلا باستماتة كبيرة من أجل الحصول على الاستقلال بداية ومن أجل تكريس المسار الديمقراطي فيما بعد٬ مضيفا أنهما كانا مثقفين بارزين وكان لهما إسهام قوي على المستوى الاعلامي والصحفي ونموذجين للمناضلين الذين كرسا حياتهما من أجل الدفاع عن أفكارهما . وأشار الى أن الفقيدين تعاطيا للكتابة ومارسا العمل الصحافي بلغة راقية وساهما في تربية أجيال من التلاميذ والطلبة والمناضلين ونشرا القيم النبيلة على مختلف المستويات وخاصة الثقافية منها التي أولياها اهتماما كبيرا سواء على مستوى أدبيات الحزب أو عبر أعمدة الصحافة الوطنية٬ مشددا على ضرورة التفكير في صيغ ملائمة لجمع تراث الفقيدين والتعريف به وتعميم الاستفادة منه. وتحدث بن عبد الله في نفس السياق عن غزارة الإنتاج الفكري للفقيد سيمون ليفي (1930/2011) واسهامه الفريد في تحرير وثائق الحزب خاصة مقررات مؤتمراته الوطنية وكذا إسهامه في مجال الكتابة الاكاديمية والصحافية٬ مضيفا ان الفقيد كان نموذجا للمزج الخلاق بين النظرية والممارسة السياسية في شتى الواجهات النضالية. كما تطرق للقيمة المضافة التي قدمها الفقيد محمد فرحات (1921/2011) لصحيفة (البيان) من خلال زوايا وأعمدة كان يطل بها على قرائه والتي اتسمت "بلغة منحوتة وحس إبداعي مرهف" وكذا مبادرته المتفردة في إحداث أول صفحة بالأمازيغية بالجريدة تمكن عبرها من رعاية المبدعين وتوسيع رقعة الاشتغال بالثقافة الامازيغية والاشتغال عليها بدراسات رصينة. من جهته٬ أوضح إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية٬ أن الغاية من تنظيم هذا اللقاء هي إضافة الى تكريم روح الفقيدين الفذين وإكبار نضالهما٬ إذكاء ذاكرة المناضلين للاقتداء بتجربتهما وسيرتهما وتذكير المناضلين الجدد والشباب في نفس الوقت بمناقب من سبقهم في الميدان وما قاموا به من نضالات وتضحيات. وقال العلوي إن سيمون ليفي احتل مكانة متميزة في الحقل السياسي المغربي بنضاله كأستاذ وكمسؤول حزبي وبنضاله كمدافع عن الوحدة الوطنية والترابية وكذلك بنضاله كمعادي للصهيونية . كما أكد في نفس الوقت على الدور الهام الذي اضطلع به الفقيد محمد فرحات في فترة المقاومة حيث كان مكلفا بإذاعة "تيرانا" بألبانيا التي كانت موجهة للمغرب لتذكي فيه روح مقاومة الاستعمار آنذاك٬ واستمراره بعد حصول المغرب على استقلاله في كفاحه ونضاله في صحافة الحزب . من جهته٬ قال عبد الواحد سهيل عضو الديوان السياسي ٬ في شهادته في حق الراحل سيمون ليفي الذي كان أستاذه ٬ إن الفقيد كان "يمتلك ملكة التحليل الدقيق والعميق لمجرى الأحداث وشجاعة نادرة للجهر برأيه"٬ مبرزا أن ما كان يميزه الفقيد هو دفاعه عن الهوية المغربية اليهودية وارتباطه بالتراث المغربي وفي نفس الوقت الانتماء إلى الفكر التقدمي٬ الى جانب الدفاع عن القضايا الوطنية والتعريف بها وكذا القضية الفلسطينية. واستحضرت باقي الشهادات التي قدمها إعلاميون وجامعيون مسار نضال الفقيدين وانخراطهما المبكر في صفوف الحركة الوطنية وفي الحزب الشيوعي المغربي آنذاك من أجل تحقيق استقلال المغرب وإرساء الديمقراطية وإسهامها الفكري والادبي في إغناء الرصيد الوطني والعالمي بقيم ومثل إنسانية رفيعة.