جولتنا مع الصحافة الورقية لنهاية الأسبوع نخصصها للصحف الأسبوعية. والبداية مع أسبوعية"الحياة الاقتصادية"(لافيي إيكو) التي تصدر كل جمعة. في العدد الأخير نقرأ ملفين، الأول عن الحوار الاجتماعي ومقدار ما يكلفه للخزينة العامة للمملكة، والثاني عن الأحزاب التي ولدت مع حكومة التناوب في نهاية التسعينات ثم لم تعد شيئا ذا أهمية اليوم. الملف الأول بعنوان"الحوار الاجتماعي كلف الدولة والمقاولات 35 مليار درهم في أربع سنوات"، وجاء فيه أن الحوار الاجتماعي الذي استئنف في مارس الجاري مع الحكومة الجديدة من المفروض أن يكتفي بمناقشة الأمور التي ترتبط بالمنهجية، فالنقابات العمالية اليوم تطالب فقط بتطبيق اتفاق 26 أبريل 2011. الاتفاق طبق منه جانب وبقيت فيه جوانب أخرى، من بينها تعميم الزيادة في الأجور بقيمة 600 درهما لموظفي الجماعات المحلية الذين لم يستفيدوا حتى الآن من هذه الزيادة التي استفاد منها أجراء آخرون، حسب الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وتفعيل التعويض عن فقدان الشغل، وإلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي الذي يعاقب على المشاركة في الإضراب بدعوى حماية الحق في حرية العمل، واعتماد قانون للنقابات ووضع قانون تنظيمي حول الحق في الإضراب.وحسب مصادر نقابية فإن تكلفة الحوار الاجتماعي في الفترة ما بين 2007 و2011 كلفت الدولة والمقاولات غلافا ماليا قيمته 33 مليار درهم، بزيادة 30 في المائة مقارنة مع الولايتين الحكوميتين السابقتين ما بين 1997و2007. الملف الثاني خصص لثلاثة أحزاب سياسية قالت الجريدة إنها ولدت مع التناوب التوافقي، وهي الحركة الاجتماعية الديمقراطية لمحمود عرشان، وجبهة القوى الديمقراطية للتهامي الخياري، والحزب الاشتراكي الديمقراطي لعيسى الورديغي. الأحزاب الثلاثة لعبت دورا في الحياة السياسية في التسعينات من القرن الماضي، لكنه دور مكمل فقط، فالحركة الديمقراطية الاجتماعية لعبت دور الحكم بين الأحزاب ذات اللون اليميني، وجبهة القوى الديمقراطية شاركت في الحكومة، والحزب الاشتراكي الديمقراطي لعب دورا في إضعاف منظمة العمل الديمقراطي التي خرج من رحمها، لكن ذاب في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والنقطة المشتركة لهذه الأحزاب الثلاثة حسب الجريدة هي أنها"تتحالف لكي تعيش". أسبوعية"الأيام" كتبت في مادة لها تحت عنوان"عباس الفاسي يمهد الطريق أمام صهره عبد الواحد الفاسي"، قائلة إن حرب الخلافة داخل حزب الاستقلال تخيم على اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب. مصدر من حزب الميزان قالت إن الخلافات حول من يتولى رئاسة الحزب بعد عباس الفاسي كانت قائمة منذ المؤتمر الوطني الأخير، لكن تخريجة المؤتمر التي أعادت انتخاب عباس الفاسي بعد تغيير قوانين الحزب الداخلية لعدم السقوط في حالة التنافي بين رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب آنذاك لم تلغ الخلافات بشك نهائي بل فقط أجلتها إلى موعد لاحق، هذا الموعد هو المؤتمر القادم للحزب الذي سوف يشهد عواصف سياسية، هناك من يريد قيادة الحزب مثل عبد الواحد الفاسي نجل الزعيم المؤسس للحزب علال الفاسي، بدعم من الأمين العام الحالي للحزب، وهناك من يتخوف من تراجع موقعه داخل الحزب مثل حميد شباط لكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الجناح النقابي للحزب. ملف العددي خصصته الجريدة لموضوع الخلافات المغربية الإيرانية. الجريدة ربطت اعتقال جماعة المهدي المنتظر بتاوريرت بالغضب الإيراني الأخير الذي دفع مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنائي إلى توجيه سهام نقده إلى ملك المغرب، لأن رائحة التشيع فاحت من اعتقال الجماعة المهدوية، الحادث دفع الجريدة إلى النبش في خلفيات الصراع بين المغرب وإيران والعودة إلى الصراع الذي اندلع بين الحسن الثاني والخميني بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979. أما"الأسبوع الصحفي" لمصطفى العلوي فقد توقفت عند أحداث منطقة الريف الأخيرة والمواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، وتساءلت في عنوان لها"الأحداث الخطيرة في الريف هل تحركها أطراف حزبية؟"، وقالت إن مشاهد الاحتجاجات تكشف أن عدد المتظاهرين قليل والمطالب المعبر عنها غير محددة، مضيفة بأن هذه الأحداث وراءها أطراف حزبية بدفع من مقال جريدة"إيل باييس"الإسبانية، كما أن أحداث بني بوعياش التي يتواجد بها عدد من أنصار حزب الأصالة والمعاصرة لم تكشف عن مطالب معينة، مختتمة المقال بالمطالبة بإعطاء العناية الخاصة "للبحث عن الأسباب والمسببات".