حظي التدخل العسكري المغربي لتأمين معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، بعد عرقلة حركة السير به من طرف جبهة البوليساريو الانفصالية، بإشادة من طرف مجموعة من الهيئات التي نوهت بالطريقة التي تدخلت بها القوات المسلحة الملكية يوم الجمعة لإعادة الحركة بالممر المذكور. وأشاد المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون ب"الرزانة والحكمة المغربية في العمل على وقف كل الأعمال التي أدت إلى إغلاق المعبر الحدودي الكركرات"، مؤكدا احترام سلطات الرباط والتزامها بأكبر قدر من ضبط النفس في إعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري عبر المعبر، ومثمنا في الوقت نفسه "المبادرات التي تقوم بها موريتانيا وكل الأطراف الدولية، بما يخدم مصلحة المنطقة المغاربية". ودعا المنتدى المغربي الموريتاني، في بيان له توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، كل الأطراف إلى "التحلي بمزيد من الحكمة والروية، مع بذل جهود مضاعفة في البحث عن حل نهائي سياسي واقعي ودائم وشامل وعادل متفاوض عليه". وطالبت الهيئة المذكورة، وفق المصدر نفسه، الأممالمتحدة وبعثتها في المنطقة ب"تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف كل الأعمال التي من شأنها أن تعيق تنقل حركة البضائع والأفراد بالمعبر الحدودي، والمراقبة الصارمة لتنفيذ بنود وقف إطلاق النار الشامل والحرص على تأمين المنطقة وتغليب منطق السلم على منطق الحرب". ولفت أحمد النحوي، رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة، إلى أن "توقيف حركة السير بالمعبر الحدودي شكل عرقلة واضحة للمصالح الاقتصادية في المنطقة، ما أضر بمصالح شعوبها، نظرا لأهمية المعبر الإستراتيجية". وشدد النحوي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أنه "أمام التمادي في حالة الإغلاق هذه، قامت المملكة المغربية بالتحرك، وفي احترام والتزام تامين بالسلطات المخولة لها والمسؤولية الملقاة على عاتقها، وبالتزام أكبر قدر من ضبط النفس، وتحت مراقبة بعثة المينورسو، بإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري في المعبر الحدودي". وأشار المتحدث نفسه إلى أن السلطات الموريتانية عملت منذ البداية على "بذل كل مساعيها الحميدة من أجل وقف التصعيد في هذا المعبر، بتنسيق مع مختلف الأطراف، ودعوة جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتغليب منطق الحكمة". وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الجمعة، أنه أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له. وأكدت الخارجية المغربية، في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه، أنه "بعد أن التزم المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري". وكان بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أعلن أن القوات المسلحة أقامت، ليلة الخميس-الجمعة، حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات التي تربط المغرب بموريتانيا. وأوضح المصدر ذاته أنه "إثر قيام نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة للبوليساريو بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات، التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومنع الحق في المرور، أقامت القوات المسلحة الملكية حزاما أمنيا بهدف تأمين تدفق السلع والأفراد عبر هذا المحور".