بسط رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أمام الأمناء العامين للأحزاب السياسية الممثلة وغير الممثلة في البرلمان، تفاصيل التدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات من أجل تطهيرها من ميلشيات البوليساريو التي قامت بغلق المعبر الحدودي منذ 21 أكتوبر الماضي، وهو ما تسبب في عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية بين المغرب وموريتانيا. وكشف مصدر موثوق لجريدة "العمق"، أن العثماني أكد في لقاء جمعه اليوم الجمعة مع زعماء الأحزاب السياسية، بحضور كل من مستشار الملك فؤاد عالي الهمة ووزيري الداخلية الخارجية، أن التحرك العسكري للمغرب جاء بأمر مباشر من الملك محمد السادس، وذلك بعد استنفاد جميع المساعي الدبلوماسية التي قامت بها المملكة المغربية منذ نشر البوليساريو بالمنطقة العازلة وعرقلة حركة المرور. وأوضح المصدر ذاته، أن العثماني أبلغ زعماء الأحزاب السياسية أن تدخل القوات المسلحة الملكية تم بشكل مهني ومضبوط ولم يؤدي إلى أي حوادث، وهو التدخل الذي انتهى بهروب جميع العناصر المدنية والعسكرية التي تنتمي لجبهة البوليساريو وتفكيك الخيام التي نصبوها من قبل، حيث مكن تدخل القوات المسلحة الملكية من إرجاع حركة السير إليه ما كانت عليه من قبل. وشدد العثماني أمام زعماء الأحزاب السياسية على أن تدخل القوات المسلحة الملكية لإرجاع الأمور إلى ما كانت عليه من قبل، جاء بعد انتهاء المهلة التي قدمتها المملكة المغربية للأطراف المعنية في الموضوع، حيث عجزت الأمم عن التدخل لإرجاع الأمور لنصابها وسط رفض دائم للجبهة بالانسحاب، مؤكدا أن استفزازات البوليساريو كانت تتم منذ 2016، محاولة فرض أمر واقع لا يمكن للمغرب القبول بها نهائيا. يشار إلى أن اجتماع رئيس الحكومة بالأمناء العامين للأحزاب جاء عقب قرار المغرب التحرك من أجل تحرير معبر الكركرات وإيقاف عرقلة حركة المرور التي تسببت فيها عناصر البوليساريو، وذلك في احترام تام للسلطات المخولة له، وفق ما ذكره بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج اليوم الجمعة. وقالت الخارجية المغربية في بلاغها "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له". وأضافت "بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري". من جانبه، أفاد بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أنه على إثر عرقلة الميليشيات المسلحة ل"البوليساريو" للمحور الطرقي الرابط بين المغرب وموريتانيا، قامت القوات المسلحة الملكية، ليلة الخميس- الجمعة، بوضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات. وأوضح البلاغ أنه "على إثر قيام نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة ل "البوليساريو" بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومنع الحق في المرور، أقامت القوات المسلحة الملكية حزاما أمنيا بهدف تأمين تدفق السلع والأفراد عبر هذا المحور". وأكد البلاغ أن هذه العملية التي ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي.