متجاوزةً حالة "التّردد" التي وسمت تحرّكاتها على امتداد الأشهر الماضية، تدخلُ فيدرالية اليسار الدّيمقراطي "سباق" الانتخابات التّشريعية والمحلية المقبلة برِهانِ "الوحدة" وتجاوز خلافات "الماضي"، التي عرفها التّنظيم اليساري الطّامح إلى تشكيل "قوة يسارية ضاغطة في البلاد من بوابةِ الانتخابات". ويترقّب رفاقُ نبيلة منيب، التي تقودُ فيدرالية اليسار الدّيمقراطي، ما ستفرزه محطّات "الحوار" التي ستجمع قياديي التّنظيم اليساري، لبلورة تصوّر مشترك يكون محدّداً أساسياً للمرحلة المقبلة، بينما مازالَ "حلم" الوحدة اليسارية يراودُ العديد من المنتمين إلى الفيدرالية، وذلك تزامناً مع انتخابات 2021. وقال مصدر من المكتب السّياسي لحزب الاشتراكي الموحد (أحد مكوّنات الفيدرالية) إنّ "هناك جلسات ستعقد قبيل الانتخابات من أجل توحيد الصّفوف والخروج بتصوّر مشترك يضمّ كل المواقف"، مشيراً إلى أن هناك إجماعا في بعض القضايا، كالصّحراء والانتخابات وتعديلات الوثيقة الدّستورية. وانقسمت الآراء داخل الحزب اليساري، بشكل حاد، طوال الأشهر القليلة الماضية، خصوصا بين الأمينة العامة، نبيلة منيب، والنائب البرلماني عمر بلافريج، فضلا عن تجميد عضوية العديد من الفروع، بسبب ما أسمتها القيادة "تجاوزات". ويحاولُ التّنظيم اليساري الطّامح إلى توسيع قاعدة تواجده على المستوى البرلمان والجماعات التّرابية أن يدخل غمار الانتخابات بدون "انقسامات"، خاصة أنّ الرّهان هذه المرّة سيتحدّد من حيث قدرة الحزب على إقناع المغاربة بمشروعهِ المجتمعي. وفي هذا الصّدد، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحّد، والتي تقودُ فيدرالية اليسار، إنّ "فيدرالية اليسار إنجاز مهم على طريق إعادة بناء اليسار وتشكيل القوة الضّاغطة لتحقيق التغيير المأمول"، مردفة: "منذ تشكيل تحالف اليسار الديمقراطي عام 2007 دأبنا على تقديم مرشح مشترك برمز الرّسالة". وأوضحت منيب أنّ "تشكيل الفيدرالية إنجاز هام وفتح آفاق للأمل، خصوصاً بعد الفرص الضّائعة والتّرددات"، مشيرة إلى أنّ "الاندماج ليس مرتبطا بظرفية الانتخابات"، ومعتبرة هذا السّؤال "مغلوطاً"، "لأنّ الأولوية يجب أن تكون تحقيق الاتفاقات القبلية حول المشروع المجتمعي". وشدّدت المسؤولة السّياسية على أنّ "الإصلاح يبدأ بالحفاظ على التّماسك الاجتماعي من خلال التّوزيع العادل للثّروة"، مشيرة إلى أنّ "الفيدرالية تطمح إلى محاربة الفساد وإعادة بناء الاقتصاد الوطني". ولفتت منيب الانتباه إلى أنّ "المشروع اليساري الوحدوي آتٍ؛ كما أنّ القضايا الأساسية ليس هناك خلاف حولها"، موردة أنّ "تأسيس الوحدة يتطلّب توافقا، وهي ورش لا يمكن أن نتخلّى عنه"، وتابعت: "اليوم هناك حاجة إلى اليسار، ونحن جاهزون وسنقدّم الشّروط لهذا المشروع حتى يكون ناجعاً يقطع مع التّرددات والفرص الضّائعة".