خيم تعثر مسار الاندماج بين مكونات “فدرالية اليسار الديمقراطي”، وهي (الحزب الاشتراكي الموحد، حزب الطليعة الديمقراطي، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي)، على فعاليات ندوة نظمتها مساء الجمعة 20 دجنبر 2019 حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية طنجة، فرع السواني، حول موضوع “الشباب اليساري بين الحراكات الاجتماعية والمشاركة السياسية”. وكان لافتا للمتتبعين الشعار الذي رفعه شباب “الحزب الاشتراكي الموحد” عند صعود نبيلة منيب زعيمة الحزب للمنصة في بداية الندوة، وهو “وحدة وحدة يا يسار، وحدة وحدة يا يسار”، قبل أن ترد منيب بابتسامة عريضة. وفي هذا الصدد، قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، “نعم لوحدة اليسار، لكن بالتخطيط والتآخي وبالإشراك، بالعقل والفكر بالابتكار والتجديد، وبتشجيع الشباب وليس خنق الشباب، وحدة اليسار بالمناصفة كطريق للمساواة، قبل أن تضيف بحرقة كبيرة، “وحدة اليسار تعني، كبر بيا ونكبر بك يا أيها المخالف، ماشي نطيحوا ببعضياتنا”. في ذات السياق، أوضحت منيب، “أنا وحدوية وأؤمن بالوحدة، وأعمل جاهدة من أجل ذلك”، مستدركة، “لكنني أخاف أن أسير بسرعة أكثر مما أطيق وسيفشل المشروع، وأنا لا أحب الفشل، لأنني أحب النجاح وأقدسه”، منتقدة بشدة من يريد الذهاب إلى الاندماج قبل الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها 2021. واعتبرت منيب هذا الأمر من المستحيلات، مؤكدة على ضرورة التحضير الجيد، مع وضع استراتيجية في العمل، والتخطيط ، والأهداف، والالتحام والانفتاح، مبرزة أن وحدة اليسار لا تعني فقط مكونات الفدرالية، ولكن أيضا كل الذين ساندونا في الانتخابات الماضية نريدهم أن يكونوا معنا، نريد كل العازفين والشرفاء حتى نستطيع تحقيق وحدة اليسار والكتلة المرجوة. وواصلت منيب انتقاداتها الشديدة، “من يريد أن يحكم هذه البلاد خصوا يجمع راسوا ويوجد، يجب أن نكون قد فمنا قد دراعنا، المخزن لعب لعبه فينا وأٌصِبنا بالإحباط”. وخاطبت زعيمة الاشتراكي الموحد، الذين يتحدثون عن الاندماج، قولوا لنا ووضحوا لنا الطريقة المثلى؟ ما هي الخطوات والإمكانات؟ ما هي الجسور التي يجب بناؤها ؟ مشيرة إلى أن اليوم مثلا (الجمعة 20 دجنبر الجاري) كان من المنتظر تنظيم جامعة شتوية حول القضية النقابية والتنظيمية بين مكونات الفدرالية، في ظل الخطوات نحو الأمام، لكننا وجدنا أنفسنا في الأخير لا أحد وجد وحضر للجامعة، لم تحضر الأوراق، الأهداف، المقترحات، لا شيء، فقلنا لهم أوقفوا كل شيء لن يتم تنظيمها ما دام التحضير لم يكن في المستوى، لن نسمح بأن يقال فقط أننا نظمنا جامعة شتوية ونحن لم نفعل أي شيء. وطالبت المتحدثة من الذين يقولون أننا السبب في إيقاف مسار الاندماج، ليحضروا لنا الدليل، لتخلص المتدخلة إلى أن اليساري لا يضع نفسه في الأمام، مؤكدة”الوطن هو الأول، والمشروع هو الأول ونحن أدوات لهذا المشروع، لهذا لن نذهب بسرعة قاتلة، كما أننا لن نذهب ببطئ، نريد الذهاب بتبصر”، متسائلة ما هو تصورنا الاستباقي المنسجم ؟ لنخبر به مناضلينا وشعبنا، فالذي يتقوى هو الاستبداد والسلطوية، تختم نبيلة. الخوف من أن يتحول وحدة اليسار إلى كابوس من جانبه، أكد جمال العسري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، أن وحدة اليسار هو حلم ليس فقط يهم اليساريين بل هو حلم شريحة كبيرة من المجتمع المغربي، الذي فقد ثقته في مجموعة من التنظيمات والتوجهات، وبأن حلمه وأمله في هذا اليسار. واعتبر المتحدث، أن الخوف هو أن يتحول حلم الوحدة إلى كابوس، مشيرا إلى أننا في المغرب بين أمرين، بين تحقيق هذا الحلم وبين الخوف مما وصل إليه اليسار في تونس، مشيرا إلى النتائج المخيبة التي حصل عليها اليسار في الانتخابات الأخيرة ، ليؤكد أن هذا الحلم يجب أن يبنى على أسس حقيقية وصلبة. وقال العسري، نحن نريد أن يكون الاندماج بين مكونات الفدرالية الثلاثة، ومعنا كل اليساريين وكل الاشتراكيين وكل الحالمين بمغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وحتى لا يتحول هذا الحلم إلى كابوس يجب إعداد أسس البناء بشكل جيد . وحسب جمال العسري فإن هناك أخطاء كثيرة أرتكبت، منذ سنة 2014 إلى سنة 2019، متسائلا، لماذا لم نفتح النقاش حول النقط الخلافية مثلا؟ مضيفا،واهم من يعتقد أنه لا يوجد خلاف في مجموعة من القضايا، منتقدا بشدة من يطالب بتأجيل نقط الخلاف إلى ما بعد الاندماج، بدعوى أنها ستذوب أثناء الاندماج، وهو ما اعتبره مشكل كبيرة. ومن النقط الخلافية التي أشار إليها العسري، وقال إنها تحتاج إلى نقاش، القضية النقابية، والرؤية التنظيمية، والشكل الحزبي، والهوية اليسارية، والنظرة إلى القومية، وأيضا على مستوى شروط العضوية، بالإضافة إلى أي ديمقراطية نريد، متسائلا، كل هذا يجب أن يناقش ولماذا لم يناقش حتى الآن؟ في ذات السياق تساءل القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، ما الذي يمنع الفروع من العمل المشترك؟ ما الذي يمنعها من الاندماج ؟ ليخلص إلى أن حلم الاندماج يجب أن يكون على أسس صلبة وعلى دعائم قوية، وفي مقدمتها مناقشة النقط الخلافية ووضع اتفاق حولها، قبل أن يضيف،”إذا كان الاندماج بين الأحزاب الثلاثة فإنه ليس هناك أي إضافة، فأنا أحلم باندماج فيه هذه الأطراف الثلاثة ومعها كل اليساريين، كل الاشتراكيين كل المثقفين كل الحالمين ليكون لدينا حزب يساري كبير ومؤثر”.