في غياب قيادات أحزاب التحالف الحكومي، وأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، أعلنت أحزاب الطليعة الديمقراطي، والاشتراكي الموحّد والمؤتمر الوطني الاتحادي، عن تأسيس فدرالية اليسار الديمقراطي، عشيّة اليوم في الرباط، تحت شعارات سياسية طغى عليها مطلبا الدستور الديمقراطي والملكيّة البرلمانية. واختارت الأحزاب الثلاثة يوم 23 مارس، لتأسيس فدرالية اليسار الديمقراطي، الذي يتزامن مع ذكرى انتفاضة 65 من القرن الماضي؛ وقد جاء هذا الاختيار، حسب الأمينة العامّة لحزب الاشتراكي الموحّد، نبيلة منيب، "لما له من رمزية ودلالة كبيرة"، وأضافت "لقد أفضت انتفاضة سنة 65 إلى ظهور جيل من الشباب، انخرط في اليسار، دفاعا عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية، في لحظة اتّسمت بالقمع". وتحدّثت منيب في الكلمة التي ألقتها خلال المهرجان الذي نُظم عشية اليوم، وحضرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن "الربيع العربي"، قائلة إنّه شكّل بداية نهضةٍ لشعوب المنطقة، مشيرة إلى المسيرات الاحتجاجية التي شهدها المغرب، إبّان انطلاق حَراك 20 فبراير، قائلة إنّ الحركة التي وصفتها ب"الحركة الشابّة المجيدة"، أسقطت جدار الخوف في نفوس المواطنين. وأضافت منيب، مخاطبة الشباب "أيّها الشباب، أنتم الأمل، والمستقبل رهين بانخراطكم الواعي في العمل السياسي، ليتحّقق الحلم بمغرب تسود فيه الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية والاشتراكية والحداثة"؛ وكان مطلب الملكية البرلمانية حاضرا في مهرجان الإعلان عن تأسيس فدرالية اليسار الديمقراطي، إذ قالت منيب إنّ المشروع يروم تقوية إستراتيجية النضال الديمقراطي، للانتقال من نظامِ حكم مخزني إلى ملكية برلمانية". وانتقدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد الأوضاع السياسية الراهنة بقولها إنّ الحقل السياسي المغربي "يتّسم بالبؤس، وبالتحكّم والتراجع، واستمرار تأجيل الإصلاحات العميقة، الدستورية والسياسية؛ كما انتقدت ما وصفته ب"القوى الأصولية، سواء المخزنية منها، أو ذات الطبيعة الأصولية"، في إشارة إلى الإسلاميين، وتابعت أنّ فدرالية اليسار جاءت "لتشكّل معارضة حقيقية لهذه التكتّلات الأصولية". من جهته قال الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي، عبد الرحمان بنعمرو، إنّ تأسيس فدرالية اليسار الديمقراطي جاء بعد نقاش عميق، "من أجل الوقوف في وجه الفساد والاستبداد والتزوير"، وأضاف "نحن سنستمرّ في النضال مهما كانت العواقب"؛ وفي رسالة إلى باقي مكوّنات اليسار، قال عبد الرحمان بنعمرو، إنّ الفدرالية مفتوحة أمام جميع الأحزاب التقدمية الديمقراطية. في السياق ذاته قال الأمين العامّ لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إنّ مشروع فدرالية اليسار الديمقراطي "منفتح على كلّ القوى التقدمية واليسارية والديمقراطية التي تتقاسم معنا مشروع الوحدة اليسارية"، وأردف، في انتقاد لوضع اليسار، أنّ المشروع يأتي "في ظلّ حاجة وطنية وتاريخية لتجاوز المعيقات وحالة التشرذم والتمزّق التي يشهدها اليسار"، على حدّ تعبيره.