إلى مزيد من "التّصعيد"، يمْضِي الخطابُ الجزائريّ في تصريفِ مشاكلهِ الدّاخلية على حساب التّهجم على مصالح المغرب، بحيث انبرتْ وسائل إعلام جزائرية مقرّبة من السّلطة الحاكمة إلى اتّهام المملكة بالتّجسس عبر نصبِ قواعد عسكرية على الحدود واستخدامِ الأقمار الاصطناعية لغاياتٍ "استخباراتية". ويأتي هجومُ المنصّات الإعلامية المقرّبة من دوائر السّلطة الجزائرية عقبَ نشر منتدى القوات المسلّحة المغربية فيديو يظهرُ توزيع "بعض" القواعد والتجمعات العسكرية الجزائرية على طول الحدود المغربية، معتبرةً أنّ تمّ التقاطُ هذه الصّور عبر الأقمار الصناعية المغربية، بينما يؤكّد المنتدى أنّ "الصور ملتقطة عبر برنامج GOOGLE EARTH. وقبلَ أسابيع، اشتكت الجزائر من شروع المغرب في بناء ما اعتبرته "قاعدة" عسكرية مجاورة للحدود في منطقة جرادة (حوالي 38 كلم من الحدود الشّرقية)، قبل أن تؤكّد مصادر عسكرية مغربية أنّ "الأمر يتعلّق بثكنة لا تصلُ إلى درجة قاعدة عسكرية، كما نقلت وسائل إعلام جزائرية، وهي مخصّصة لإيواءِ القوات العسكرية". وشنّ الإعلام الجزائريّ المقرّب من النّظام الحاكم هجوماً جديداً على المصالح المغربية، بعد إعلان الرّباط شروعها في بناء "ثكنة" عسكرية بالقرب من الحدود الشّرقية، حيث نقلت مصادر مقرّبة من الحكومة الجزائرية عزمَ الأخيرة تشييد قاعدة عسكرية جديدة على حدودها الغربية المتاخمة للمغرب. وأظهرت صور، حصلَ عليها بشكلٍ حصري منتدى القوات المسلحة المغربية، كيف تتمركز القواعد العسكرية الجزائرية على طول الشّريط الحدودي، حيث توجد على بعد 8 كيلومترات فقط من المنطقة الحدودية، ثلاث ثكنات عسكرية مخصّصة للمشاة، تحتوي على منظومات الدّفاع الجوي إس 300. يرى محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، أن "الهجوم المتواصل للجزائر على المصالح المغربية يمثّل سلوكاً عدوانياً معتاداً لدى النّظام الحاكم في الجار الشّرقي للمملكة؛ وهو سلوك "سكيزوفريني" غارقٌ في العدوانية"، مورداً أنّ "المغرب من حقّه أن ينشئ القواعد العسكرية على أرضه، ولن يرضخ لأيّ طرفٍ كان". واعتبر المحلّل المغربي أنّ "المغرب بلد سيادي، ومن حقّه أن يتخذ الخطوات التي يرى فيها مصالحه الحيوية"، مبرزاً أنّ "الصّور الملتقطة أظهرت نصب قواعد عسكرية جزائرية على طول الشّريط الحدودي، وهي قواعد تضمّ راجمات صواريخ ورادارات وأجهزة ذات طابع هجومي أكثر منها ذات طابع دفاعي". وتابع بنحمو: "حان الوقت ليتخلّص النظام الجزائري من هذه الأساليب القذرة والعقد التّاريخية اتجاه المملكة، وأن يتصرّف كنظام مسؤول هدفه الأمن والاستقرار في المنطقة وتحقيق التّكامل والتعاون بين البلدين"، مؤكّداً أنّ "النظام الجزائري يخوض حرباً خفية تستهدفُ المصالح المغربية".