تستيقظ "مي الشعيبية" كل صباح، لتشرع في تحضير وجبة الإفطار لأفراد أسرتها، التي تقيم في دوار "الشعيبات" التابع للنفوذ الترابي لمقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، قبل أن تنقل كيس النفايات المنزلية إلى الخارج غير مكترثة بتأثير الروائح الكريهة التي تنبعث من مكب النفايات الذي ترفض المصالح المختصة بالمقاطعة سالفة الذكر وشركة أفيردا تغييره منذ سنوات طويلة. "مي الشعيبية" فقدت الأمل في أن تتغير ظروف عيش أفراد أسرتها وباقي جيرانها، الذين يقيمون في واحد من أشهر الدواوير السكنية بالحي الحسني في مدينة الدارالبيضاء، نحو الأفضل في ظل استمرار حالة التجاهل غير المفهومة التي يواجه بها مسؤولو مقاطعة الحي الحسني مطالب سكان دوار "الشعيبات" منذ سنوات عديدة مضت. توجز هذه المرأة المتقدمة في السن معاناة سكان الدوار سالف الذكر في كلمة واحدة "التهميش"، حيث قالت في تصريح لهسبريس: "التهميش هو أقل كلمة يمكن أن توصف به معاناتنا، أقلها تلك المتعلقة بتمدرس أبنائنا الذين يضطرون الذهاب أو المجيء متأخرين من المدرسة الواقعة في منطقة أخرى بعيدة بمنطقة دوار الرمل، والرعب يتملكنا من أن يعترض سبيل أبنائها وبناتنا أشخاص غرباء". تتطابق المشاكل التي يعيشها سكان "الشعيبات" مع تلك التي يعاني منها سكان دوار الرمل الذي يبعد عنه بحوالي خمسة كيلومترات، والتي تتمثل في انعدام بنية تحتية طرقية مناسبة وعدم وجود حاويات لجمع النفايات، إلى جانب غياب كلي للمرافق الاجتماعية والصحية وغياب الربط بشبكة الصرف الصحي وغياب الإنارة العمومية وانعدام مؤسسات القرب، سواء الترفيهية أو الثقافية أو الرياضية. رشيدة محب، المقيمة في دوار الرمل، تقول: "لا أحد يلتفت إلى معاناة سكان دوار الرمل، حنا كبرنا ودوزنا حياتنا في هذا الدوار.. لا نريد سوى إنقاذ هؤلاء الأطفال والشباب من معاناة العيش في هذه الظروف غير الملائمة، والعمل على إبعادهم عن تناول المخدرات". وأضافت محب: "نحن سكان دوار الرمل نعاني من مجموعة من المشاكل، من ضمنها تراكم الأزبال وغياب الإنارة العمومية؛ بل إن المنتخبين الذين تعاقبوا على تمثيل سكانها في جماعة الحي الحسني والبرلمان لا يتذكرون المنطقة إلا وقت الانتخابات".