ينتاب سكان منطقة جنان اللوز بالحي الحسني في مدينة الدارالبيضاء شعور الأسى و"الحكرة"، بسبب الطريقة التي يتعامل بها كل من مجلس المدينة ومقاطعة الحي الحسني وشركتي "ليدك" و"أفيردا" مع مشاكل النفايات والأزبال والقوارض والصرف الصحي الذي أضحت تفض مضجعهم وتهدد سلامتهم الصحية ومحيطهم البيئي. واستقبل سكان جنان اللوز شهر رمضان على وقع انتشار مهول للأزبال في حيهم السكني، والروائح النتنة التي تزكم الأنوف، وتصل إلى بيوتهم وداخل مسجد الحي الذي يستقبل أفواج المصلين خلال صلاة التراويح، ويضطرون لتحملها أمام تلكؤ مصالح الشركة المدرجة في بورصة الدارالبيضاء في الإسراع بتنقية هذه القنوات، بالرغم من المكالمات الهاتفية والشكايات التي يوجهها السكان إلى مصلحة زبناء "ليدك". ويحاول مجموعة من شباب المنطقة إيصال أصوات الساكنة إلى كبار المسؤولين في ولاية جهة الدارالبيضاءسطات والسلطات المركزية بوزارة الداخلية في الرباط، من أجل حث القائمين على تدبير شؤونهم المحلية لإدخالهم في خانة أولويات اهتماماتهم. عبد الرحيم بناوي، شاب من المنطقة يترأس جمعية الأفق المهتمة بالشأن البيئي والثقافي، أكد أن السكان في هذا الحي يعانون الأمرّين بسبب اللامبالاة التي تواجه بها السلطات المنتخبة والسلطة المحلية مشاكلهم اليومية التي يتخبطون فيها. وقال بناوي: "نحن في جنان اللوز نعاني مجموعة من المشاكل المرتبطة بانتشار الأزبال، نظرا لكون شاحنات أفيردا لا تقوم بعملها كما ينبغي؛ بل إنها لا تتورع في إقصاء العديد من الأزقة من عملية جمع الأزبال، دون الحديث عن معاناة السكان من غياب مستوصف ومدارس. وأمام هذه الوضعية، فنحن نطالب المسؤولين باتخاذ الإجراءات للنهوض بهذا الحي". وقال الفاعل الجمعوي إدريس الساعي: "نحن في حي جنان اللوز نعاني مجموعة من المشاكل، من ضمنها انتشار القوارض التي غزت المنازل والمسجد الوحيد بالمنطقة، دون الحديث عن الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي التي ترفض ليدك معالجتها بالرغم من الشكايات المتعددة التي وجهناها في هذا الإطار إلى المسؤولين من ضمنهم ليدك، ينضاف إلى كل هذا غياب الأمن ليلا، الأزبال والنفايات نجمعها بأيدينا.. بكل صراحة، نحن مقصيين على كافة المستويات في هذه المنطقة". وأكد الناشط الجمعوي بمنطقة الحي الحسني طارق الكعدة أن مجلس المدينة مطالب بفك العزلة التي تعانيها هذه المنطقة السكنية، إذ إن هناك تقصيرا من لدن مقاطعة الحي الحسني في تعاملها مع مشاكل سكان المنطقة، إلى جانب المشاكل المرتبطة بسوء تدبير قطاع جمع النفايات من طرف شركة أفيردا، ومشاكل قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية التي ترفض ليدك معالجتها، وهنا لا بد من تدخل المسؤولين لفتح تحقيق في هذه الخروقات".