فقد ياسين فارس، المقيم بإحدى المناطق المهمشة في الحي الحسني ضواحي مدينة الدارالبيضاء، (فقد) الأمل في أن يلتفت مسؤولو مقاطعة الحي الحسني إلى معاناة ساكنة "دوار البوليسي"، ومباشرة الإجراءات الكفيلة برفع حالة التهميش التي ظلت تعاني منها لسنوات. تكررت المراسلات التي وجهها ياسين، بصفته رئيسا لجمعية التقدم لتنمية المستدامة، إلى المسؤولين المنتخبين بمقاطعة الحي الحسني، يخبرهم فيها بأدق تفاصيل معاناة ساكنة دوار الحاج عبد السلام، الشهير باسم "دوار البوليسي"، في ظل غياب بنية تحتية صحية وبيئية ملائمة، تقيهم التبعات الصحية السلبية لانتشار النفايات والتلوث والحشرات المضرة. بمجرد اقتراب الساكنة من مقر سكنهم في "دوار البوليسي" المهمش، تستقبلهم الروائح النتنة للمياه الآسنة الراكدة والنفايات المنتشرة في كل مكان، إلى جانب جحافل البعوض والحمير والكلاب الضالة، ما يعمق شعورهم بالكثير من الغبن. هذا الإحساس ب"الغبن"، وفق تصريح رئيس جمعية التقدم للتنمية المستدامة، ناجم عن التجاهل الكبير الذي يتعامل به مسؤولو مقاطعة الحي الحسني، مع مطالب ساكنة الدوار التي يصب جلها في توفير حقهم في الربط المباشر والفردي بشبكة الماء الصالح للشرب، والربط بشبكة التطهير السائل، التي يؤدون عنها مبالغ مالية باهظة منذ سنوات دون الاستفادة من الخدمة، إلى جانب الأعمال التي طالت كافة مصابيح الإنارة العمومية. يقول رئيس جمعية التقدم للتنمية المستدامة: "في هذا الدوار المهمش، يعيش شبابه بطالة قاتلة، لا يخفف وطأها عليهم سوى تعاطيهم للمخدرات أو متابعة مباريات كرة القدم بمقاهي الأحياء المجاورة، في محاولة يائسة للهروب من الواقع المتردي، الذي يعيشون في أحضانه بهذا الحي المنسي". كما يردف ياسين فارس: "معاناة ساكنة "دوار البوليسي" تمتد إلى إصابة أبنائهم بحساسية التنفس وأمراض العيون والطفوح الجلدية، وأمام انعدام المستوصف في المنطقة، تضطر الساكنة إلى التوجه صوب مستوصف الحي الحسني البعيد عنها من أجل متابعة الحالة الصحية لأبنائها، وهنا أتحدث عن فترة ما قبل كورونا، أما الآن فالمعاناة زادت تفاقما". ويضيف المتحدث: "في الواقع، لا شيء تغير منذ أن وطأت قدامي هذه المنطقة، تتكرر معاناتنا سنويا، وجميع المسؤولين بالمقاطعة مطلعون على الأمر بأدق تفاصيله، لكن لا حياة لمن تنادي، وأمام تفاقم الوضع، فإننا نطالبهم بالتدخل الفوري لرد الاعتبار لساكنة دوار البوليسي".