يجاهد عبد الرحيم العروسي ومجموعة من شباب دوار الشعيبات من أجل منع شركة استثمارية عاملة في قطاع التأمينات، تشيّد مجموعة سكنية فاخرة بمحاذاة القصر الملكي في طريق أزمور بمنطقة الحي الحسني، من قطع الطريق عن 3000 نسمة يقيمون في حي دوار الشعيبات المهمش. العروسي وشباب المنطقة يحرصون على المزاوجة بين واجباتهم المهنية والتزامهم الأخلاقي تجاه السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة منذ أزيد من 30 سنة، قضوها كلها في معاناة يومية حقيقية بسبب غياب شروط العيش الكريم، يقول العروسي لهسبريس. ويضيف هذا الشاب، العضو النشيط الذي يشتغل بجانب جمعية الخير شعيبات، أن السكان عاشوا لسنوات في ظروف لا إنسانية، وهم يحاولون جاهدين الانعتاق منها، لكن في الشهور الأخيرة تفاقمت الأمور بشكل أفظع. ويقول عبد الرحيم: "جاءت شركة عقارية لإنشاء مجموعة سكنية فاخرة مكونة من فيلات راقية لحساب شركة الملكية الوطنية للتأمين RMA WATANYA، وقد قامت بقطع طريق أولى كانت تشكل أحد المسالك الطرقية نحو الدواوير السكنية المحاذية لطريق أزمور مشيدة فوقها فيلات سكنية، قبل أن تشرع في التخطيط لقطع الطريق الثانية والأخيرة المتبقية التي تعتبر المسلك الطرقي الأخير الذي يربط 3000 من ساكنة شعيبات بالعالم الخارجي". مسؤولو شركة الملكية الوطنية للتأمين "RMA WATANYA"، المشرفة على تشييد المشروع، الذين رفضوا لقاء هسبريس في عين المكان بعد اتصال أحد العاملين في الورش، لم يتورعوا في محاولة التمادي ومصادرة حق مرور 3000 نسمة يقطنون خلف المشروع، وهي المعاناة التي ستنضاف إلى مجموعة من صور المتاعب اليومية التي يتخبط فيها قاطنو بيوت الشعيبات. ومن المشاكل التي تعترض السكان بهذه المنطقة، المعاناة اليومية لنساء هذا الحي المهمش مع تصريف المياه العادمة، بالدرجة الأولى. أمينة، واحدة من النسوة اللواتي يحاولن التغلب على الواقع المر الذي يعشن فيه، تقول لهسبريس: "لا وجود لأي مرافق اجتماعية بهذا التجمع السكاني، لا طرق، لا مدارس، لا نقل، لا صرف صحي، لا أمن، حتى أبناؤنا اضطر الكثير منهم إلى ترك المدرسة بسبب بعد المسافة الفاصلة بين مقر سكناهم ومؤسستهم التعليمية". وتضيف أمينة، التي فضلت الانتقال من قلب الحي الحسني إلى هذه المنطقة، أنها تفاجأت بالتهميش الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات، وتتذكر هذه السيدة كيف "جئنا إلى هذه المنطقة من أجل السكن في بيت أوسع قليلا من ذلك الذي كنا نقطن به في الحي الحسني، لكن المسؤولين لم يلتفتوا إلى تجهيزه، بسبب التجاهل الذي يمارس في حق السكان من طرف الجهات المسؤولة". أمام هذا التهميش الذي يعاني منه 3000 من سكان هذا الدوار، تبدّت بوادر مشروع لاستفادة الحي من إعادة الهيكلة، بما يمكن من ربط المساكن بشبكة الصرف الصحي، الذي يؤدون واجبه منذ أزيد من عشر سنوات دون الاستفادة منه، كما يتوقع أن يستفيدوا من ربط مباشر بشبكة الماء الصالح للشرب، مع ما ينتج عنه من أداء مبالغ مالية تماثل تلك التي يؤديها سكان مدينة الدارالبيضاء، عوض 16 درهما التي يؤدونها عن كل متر مكعب حاليا.