تحولت ليالي مئات الأسر المقيمة بمجمع "الفردوس" السكني إلى كابوس حقيقي منذ أزيد من 35 يوما، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من "بحيرة الفردوس"، التي توجد وسط أكبر تجمع للسكن الاجتماعي بمنطقة الألفة على بعد أقل من 300 متر من مقر عمالة مقاطعات الحي الحسني بالبيضاء. ولا يخفي معظم سكان أحياء الفردوس والوئام وأم الربيع تذمرهم من اللامبالاة التي يجابه بها مسؤولو عمالة الحي الحسني والمقاطعة هذا المشكل، الذي يتكرر منذ أكثر من خمس سنوات قبل أن يتفاقم بشكل خطير مؤخرا. ويؤكد محمد تفراضني، رئيس جمعية بحيرة الفردوس للأعمال الاجتماعية، أن مشكل انبعاث الروائح الكريهة ناجم عن ربط قنوات صرف مياه الأمطار بقنوات الصرف الصحي لحيي الليمون والوئام من طرف سكان ومسؤولي تلك المناطق، وهو ما تسبب في ظهور هذا المشكل، الذي يهدد السلامة الصحية لأزيد من 10 آلاف نسمة ممن يقطنون حي الفردوس، إلى جانب باقي سكان الأحياء المجاورة. وأضاف تفراضني في تصريح لهسبريس: "قمنا، نحن في جمعية بحيرة الفردوس بدق ناقوس الخطر، بعد أن سمح المسؤولون الترابيون لمستشفى إماراتي خصوصي، لا يبعد عن البحيرة سوى بأقل من 300 متر فقط، بمد قناة لصرف المياه نحو البحيرة، وهو ما تسبب في قذف كميات كبيرة من المياه الملوثة، دون الحديث عن قنوات صرف مياه الأمطار، التي تم ربطها بشبكة صرف مياه مجموعة كبيرة من الفيلات والمنازل في الأحياء المجاورة". وأضاف "لقد قمنا بمراسلة كل المسؤولين بعمالة الحي الحسني، لكن لا أحد تحرك إلا بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تفاقم الكارثة البيئية، التي تهدد صحة سكان هذا الحي الشعبي وأبنائهم". وحذر مجموعة من السكان المسؤولين من مواصلة سياسة التجاهل في تعاملهم مع هذا المشكل البيئي، حيث أكد محسن مدروح، القاطن بالحي ذاته، أن حياتهم تحولت إلى جحيم حقيقي بسبب هذا المشكل. وطالب السكان المسؤولين بالتدخل لإيجاد حل سريع ونهائي لهذه المياه الآسنة والملوثة، التي تقض مضجع قاطني حي الفردوس وفلذات كبدهم.