في الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة أن تُرفع حالة الحجر الصحي يوم 10 يونيو المقبل، بعد تمديدها مرتين، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن جائحة كورونا لن تزول دفعة واحدة، وإنّ على المواطنين أن يستعدوا للتعايش معها خلال الشهور المقبلة. وأورد العثماني في ندوة رقمية نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية، مساء الخميس، حول موضوع دور الأحزاب الوطنية في مواجهة جائحة كورونا، أنه "سيكون علينا أن نتعايش مع فيروس كورونا عاما أو عاما ونصف العام، هذا ما يقوله الخبراء، حيث ستستمر عدد من الإجراءات الاحترازية، مثل استعمال وسائل الوقاية، والتباعد الاجتماعي، واستعمال الكمامات". وأضاف رئيس الحكومة قائلا: "خصنا نتعايشو معاه ويصير جزء من حياتنا اليومية في المستقبل، لأنه لا توجد لدينا معلومات كافية حول متى سيزول، وقدر برزت اليوم بؤر جديدة في مناطق لم نكن نتوقع أن يظهر فيها، مثل الداخلة"، وتابع: "نحن في معركة وخصنا نعرفو أش كنديرو، فقد انتصرنا في معركة وتفادينا ستة آلاف إصابة ومئتي وفاة يوميا، وعلينا أن ننتقل من نصر إلى نصر". من جهة ثانية، وفي الوقت الذي برزت فيه خلال الأيام الأخيرة تساؤلات حول مصير الوعود التي سبق أن قدمتها الحكومة بتصدير الكمامات التي تصنعها الشركات المغربية إلى الخارج، كشف رئيس الحكومة أن المغرب شرع في تصدير هذا المنتوج إلى عدد من الدول. وقال العثماني إن الجهود التي بذلها المغرب للخروج من أزمة كورونا بأقل الخسائر مكّنت من إنعاش القطاعات الاقتصادية، مضيفا أن "المغرب يصدّر الكمامات إلى عدد من الدول المتقدمة، وفق معايير مضبوطة ومقبولة في هذه الدول". ولم يكشف رئيس الحكومة عن كمية الكمامات التي تم تصديرها إلى حد الآن، أو الدول التي صُدّرت إليها، مكتفيا بالقول إن التعاونيات انخرطت بدورها في صناعة هذا المنتوج، حيث حصلت على التراخيص الضرورية لذلك، مشيرا إلى أن هذه الصناعة أعطت دفعة للصناعة النسيجية. العثماني قال إن المغرب وفّر حاجياته من المواد المتعلقة بالوقاية من فيروس كورونا، مثل كحول التعقيم التي كان يستوردها، مضيفا: "نحن حققنا أكثر من الاكتفاء الذاتي في كل هذه الوسائل التي تتصارع عليها دول أخرى، وتقدمنا حتى في صناعة أجهزة التنفس التي يصنعها مهندسون مغاربة". وبخصوص تصوره لمرحلة ما بعد كورونا، قال العثماني إن الأولوية ستكون للقطاعات الاجتماعية، وفي مقدمتها الصحة والتعليم والتشغيل، إضافة إلى تشجيع البحث العلمي والتحول الرقمي "الذي اتفق الجميع على إعطائه الأولوية"، يقول رئيس الحكومة. العثماني اعتبر أن الجهد الاجتماعي الذي قامت به الدولة لدعم الفئات المتضررة من جائحة كورونا، "جهد غير مسبوق"، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من الدعم زاد على أربعة ملايين شخص خلال الشطر الأول، وما زالت العملية مستمر لمنح الدعم لغير المستفيدين إلى حد الآن، فيما زاد عدد المستفيدين من الشطر الثاني عن مليوني مستفيد حتى الآن. وتحدث العثماني عن الشق السياسي في مرحلة ما بعد كورونا، قائلا إن المرحلة المقبلة تقتضي أن يكون هناك نفَس ديمقراطي جديد، "لأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية ونهوض بدون ديمقراطية، ولا يمكن أن تقوم ديمقراطية بدون أحزاب سياسية فاعلة ذات قرار مستقل وقادرة على التفاعل، وذات مواقف واضحة وقدرة على التواصل على أوسع نطاق مع المواطنين".