رغم الدعوات المتكررة التي وجهها مسؤولون في مركز تحاقن الدم ووزارة الصحة، لتحفيز المواطنين على التبرع بالدم لمواجهة النقص الحاد في مخزون هذه المادة الحيوية، إلا أن نسبة الاستجابة ظلت دون مستوى التطلعات، ما ينذر بتفاقم مشكل تزويد المستشفيات والمستعجلات بحاجياتها من مشتقات الدم. ولا يزال مشكل ضعف إقبال المواطنين على التبرع بالدم، يقض مضجع مهنيي الصحة في مدينة الدارالبيضاء، إذ قالت آمال داريد، مديرة مركز تحاقن الدم بجهة الدارالبيضاءسطات، في تصريح لهسبريس: "الإقبال على التبرع مشكل مطروح باستمرار". وأفادت داريد أنه على الرغم من أن شوارع مدينة الدارالبيضاء مكتظة بناس لا يلتزمون بالحجر الصحي، لكن لا وجود لمن يتبرع بالدم، وبالتالي فإن مخزون الصفائح في خطر. وأمام هذه المعطيات المقلقة، دقّ مهنيو قطاع الصحة ناقوس الخطر، نظرا إلى الاحتياجات المتزايدة لمشتقات الدم، خلال فترة حظر التجول وتفشي وباء "كورونا" بالمغرب. وكشفت بيانات رسمية أن عدد المتبرعين بالدم تراجع من 240 شخصا، الذين يوفرون 600 كيس كمعدل، إلى أقل من 40 متبرعا مع بداية فترة الحجر الصحي، لينخفض إلى خمسة متبرعين ليلة أمس، وهو مستوى خطير بما تحمله الكلمة من معنى، في الوقت الذي يبلغ فيه الطلب على أكياس مشتقات الدم ما لا يقل عن 350 كيسا يوميا. وكانت المسؤولة نفسها أكدت أن فيروس "كورونا" أثّر على المخزون من هذه المادة الحيوية، و"طلبنا تأجيل العمليات الجراحية غير المستعجلة، ومع ذلك هناك مجموعة كبيرة من المرضى المغاربة بحاجة إلى أكياس مشتقات الدم؛ بمن فيهم المرضى المصابون بفيروس "كورونا" يحتاجون إلى أكياس الدم، خاصة بالنسبة إلى الحالات الخطيرة التي تحتاج إلى الصفائح الدموية وكريات الدم الحمراء. وهنا نسجل خصاصا كبيرا في هذا المجال، خاصة بالنسبة إلى فصيلة الدم النادرة".