تراجع عدد المتبرعين بالدم بمدينة الدارالبيضاء بمستويات غير مسبوقة؛ وهو التراجع الذي أثار قلق العاملين في القطاع الصحي بالعاصمة الاقتصادية، ودفعهم إلى دق ناقوس الخطر بالنظر إلى الاحتياجات المتزايدة لمشتقات الدم، خلال فترة حظر التجول الصحي وتفشي وباء "كورونا" بالمغرب. وقالت آمال داريد، مديرة مركز تحاقن الدم بجهة الدارالبيضاءسطات، إن عدد المتبرعين بالدم تراجع من 240 شخصا، الذين يوفرون 600 كيس كمعدل، إلى أقل من 40 متبرعا في فترة الحظر الصحي؛ وهو مستوى خطير بما تحمله الكلمة من معنى، في الوقت الذي يبلغ فيه الطلب على أكياس مشتقات الدم ما لا يقل عن 350 كيسا يوميا. وأوضحت داريد، في تصريح لهسبريس، أن المركز لم يعد، الاثنين من الأسبوع الماضي، يتوفر سوى على ثلاثة أكياس دم فقط؛ فقمنا بحملات تواصلية لحث السكان على التبرع، مما ساعد على رفع الاحتياطي إلى 900، وهو ما يغطي حاجيات المتشفيات لمدة خمسة أيام فقط، وهذا غير كاف، علما أن الطلب اليومي على الدم مستمر". وأضافت مديرة المركز سالف الذكر: "أمام استحالة الاعتماد على الوحدات المتنقلة لاستقبال المتبرعين بالدم، حرصنا على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة المتبرعين؛ من ضمنها التعقيم اليومي لمركز التبرع بالدم، ووضع مجموعة من التجهيزات ومواد التنظيف المعقمة". وأكدت المتحدثة، في التصريح ذاته، أن ""كورونا" أثّرت على المخزون من هذه المادة الحيوية، وقد طلبنا تأجيل العمليات الجراحية غير المستعجلة، ومع ذلك هناك مجموعة كبيرة من المرضى المغاربة بحاجة إلى أكياس مشتقات الدم؛ بمن فيهم المرضى المصابون بفيروس "كورونا" يحتاجون إلى أكياس الدم، خاصة بالنسبة إلى الحالات الخطيرة التي تحتاج إلى الصفائح الدموية وكريات الدم الحمراء. وهنا، نسجل خصاصا كبيرا في هذا المجال، خاصة بالنسبة إلى فصيلة الدم النادرة".