انطلقت يوم الجمعة الماضية الحملة الوطنية للتبرع بالدم التي ستمتد إلى 24 مارس الجاري تحت شعار «كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ 3 أشخاص.. يمكننا جميعا أن نكون أبطالا». وعرفت هذه الحملة انخراط الأسرة الملكية في عمليات التبرع بالدم إذ تبرع الملك محمد السادس بدمه كما تبرعت الأميرات للا سلمى وللا حسناء وللا مريم، بهدف تحسيس المغاربة بأهمية التبرع بالدم وتشجيع هذه العملية لتجاوز الخصاص المسجل في الدم بالمغرب إذ لا يتجاوز معدل المتبرعين بالدم75ر0 في المائة من مجموع الساكنة، وهي النسبة التي لا ترقى إلى المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية . هذه الحملة تنظم لأول مرة بشراكة بين وزارات الصحة والداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية الوطنية والبحث العلمي وتكوين الأطر والشباب والرياضة، إلى جانب جمعية للا سلمى للوقاية من داء السرطان، والمجلس العلمي الأعلى، والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم، والفدرالية المغربية للمتبرعين بالدم، والهلال الأحمر المغربي، وجميعة مغرب 21. أكد مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، محمد بنعجيبة، في تصريح للصحافة، أهمية هذه الحملة التي تعد «الأولى على الصعيد الوطني والتي من شأنها سد العجز الحاصل على مستوى الدم والمقدر ب 28 في المائة». وأوضح أن الحملة تتوخى جمع 40 ألف تبرع بالدم للاستجابة إلى كل الحالات الطارئة والاستعجالية. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد أكد الدكتور بنعجيبة أن كل متبرع بالدم يجب أن يكون في حالة صحية جيدة، أي أن لا يكون مصابا ببعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كالفيروس الكبدي بنوعيه (بي) و (سي) والزهري. الأسرة الملكية.. تضامن ودعوة للتبرع تبرع الملك محمد السادس بالدم يوم الجمعة 8 مارس، في خطوة تضامنية إنسانية للتشجيع على التبرع بالدم. هذا وتبرعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى يوم السبت، بدمها بمقر المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط، كما تبرعت الأميرة للاحسناء والأميرة للا مريم بدمهما بنفس المركز بالرباط وذلك مساهمة منهن في إنجاح أهداف الحملة الوطنية للتبرع بالدم. ويتوقع القائمون على الحملة الوطنية أن يكون للمبادرة الملكية انعكاس إيجابي على الحملات التحسيسية التي تنظم بمختلف جهات المملكة، والتي أصبح بفضلها التبرع بالدم يعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الذين يعبرون من خلال التوجه إلى مراكز التبرع بكل أريحية، على حس أخلاقي عالي وسلوك مواطن مسؤول. وتترجم هذه الحملة الإرادة الملكية في الارتقاء بالتبرع بالدم إلى مصاف الأولويات الوطنية للصحة العمومية وجعله عنصرا للسلامة الصحية بامتياز. الحملة تهدف إلى جمع حوالي 40 ألف تبرع تهدف الحملة الوطنية للتبرع بالدم إلى تحسيس الساكنة بالأهمية البالغة والطابع الحيوي الذي تكتسيه عملية التبرع بالدم، وإلى تجميع مخزون احتياطي من أكياس الدم يعادل استهلاك أربعة أسابيع، (حوالي 40 ألف تبرع ) والرفع من عدد مرات التبرع بالدم برسم سنة 2013 بنسبة 28 بالمائة. وستتم عمليات التبرع بالدم ،خلال هذه الحملة التي تمتد إلى غاية 24 مارس الجاري، وفق منهجيتين ثابتة ومتنقلة، وذلك عبر جميع جهات المملكة، حيث سيكون بوسع كافة المواطنات والمواطنين الانخراط في هذه المبادرة التضامنية عبر المراكز الجهوية ال 16 لتحاقن الدم و13 بنكا للدم أو 24 فرعا للتحاقن بالدم عبر عموم التراب الوطني، فضلا عن تخصيص 3 شاحنات متنقلة لتجميع الدم ستتواجد بجميع الأماكن التي أخبر بها السكان. وفي السياق ذاته، ستتم تعبئة 37 فريقا لتجميع الدم بغية تنفيذ هذه الحملة المنظمة بشراكة بين وزارات الصحة والداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية الوطنية والبحث العلمي وتكوين الأطر والشباب والرياضة، إلى جانب جمعية للا سلمى للوقاية من داء السرطان، والمجلس العلمي الأعلى، والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم، والفدرالية المغربية للمتبرعين بالدم، والهلال الأحمر المغربي ،وجميعة مغرب 21. وانطلاقا من دور عملية التبرع بالدم في تحسين التكفل بعدد من الأمراض، فإن استعمال مشتقاته يعرف ارتفاعا ملموسا نتيجة التحولات المجتمعية والديموغرافية التي تتجلى في ارتفاع أمد الحياة وتزايد نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة التي يحتاج التكفل بها إلى التزود المنتظم بالدم، لاسيما سرطان الدم وحالات الطوارئ والنزيف الناجم عن تعقيدات عمليات الولادة. واعتبارا لهذه الأسباب، فإن بلوغ الاكتفاء من مشتقات الدم يشكل إحدى أولويات قطاع الصحة العمومية، لاسيما وأن المعطيات الإحصائية المتوفرة تكشف عن وضعية وطنية غير مرضية في مجال التبرع بالدم حيث أن نسبة المتبرعين بالدم ، مقارنة مع إجمالي الساكنة ، لا تبلغ سوى 85ر0 في المائة، في حين أن منظمة الصحة العالمية تحث على نسبة 3 بالمائة كمعدل أدنى للمتبرعين المنتظمين، بما يضمن الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية. للإشارة فإن عدد التبرعات المسجلة كل سنة لا يمكن من الاستجابة لطلبات التزود بالدم ، في الوقت الذي عرف فيه استهلاك المشتقات الدموية ارتفاعا نسبته 28 بالمائة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بينما لم تسجل نسبة التبرعات سوى ارتفاع نسبته 7 بالمائة. فعلى سبيل المثال، استقر عدد التبرعات بالمغرب في 250 ألف سنة 2012 ، بينما قدرت الحاجيات ب 300 ألف. وتفسر هذه الحاجيات المتزايدة، على الخصوص، بتوسع عرض العلاجات العمومية والخاصة، وكذا التكفل ببعض الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تحاقن الدم بكيفية منتظمة، كما يعود ارتفاع حاجيات الدم إلى تزايد عمليات علاج الجروح والإصابات الناجمة عن حوادث السير. وعليه، فإن التبرع بالدم يبقى عملية أساسية لضمان الأمن الصحي، بالنظر إلى غياب علاج تعويضي بوسعه الحلول محل الدم البشري. لذلك فإن الحملة الوطنية للتبرع بالدم، التي تم إطلاقها تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس تروم بالأساس تحسيس المغاربة بشكل أكبر بأهمية هذا العمل النبيل ذي الطابع التضامني بامتياز وحثهم على الإسهام فيه بشكل واسع. تدشين مركز جهوي للتبرع بفاس بمبلغ 6 مليون درهم أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة بفاس على تدشين المركز الجهوي لتحاقن الدم وهو المركز الذي أقدم فيه الملك على التبرع بدمه إيذانا بانطلاق الحملة الوطنية للتبرع بالدم. ويأتي المركز الجهوي لتحاقن الدم فاس ليستجيب للطلب المتزايد على الدم ومشتقاته خاصة من قبل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. ومن الأهداف الرئيسية للمركز الجهوي لتحاقن الدم فاس التقليص من المدة الزمنية لتسليم الدم ومشتقاته وتطوير أنشطة أخرى في مجال تحاقن الدم و تحسين ظروف العمل والخدمات المقدمة. ويشتمل هذا المركز الجديد الذي أنجز بمبلغ إجمالي يصل إلى 6 ملايين درهم على قاعات للفحص والتبرع والاجتماعات والتكوين المستمر وكذا على مختبرات إنتاج مشتقات الدم و تصنيفه وتأمين الجودة وعلم الأمصال وتحاليل المناعة الدموية لفائدة المرضى، ومختبر تحاليل المناعة الدموية لفائدة المتبرع إضافة إلى غرفة تبريد لحفظ الدم وقاعة للأرشيف. وبهذه المناسبة سلم الملك محمد السادس شواهد تقديرية لإثنين من كبار المتبرعين بالدم (أكثر من 100 مساهمة ) ولرئيسي جمعيتين للتبرع بالدم. التبرع بالدم لا يشكل أي تهديد لصحة الشخص المتبرع تشكل عملية التبرع بالدم، التي تمكن من إنقاذ العديد من الأرواح البشرية، الحلقة المفصلية في عملية تحاقن الدم التي تتيح التكفل الأمثل بمجموعة من الأمراض وضمان عمليات استشفائية ناجعة لمختلف الإصابات والجروح التي قد يتعرض لها الشخص، لاسيما تلك الناجمة عن حوادث السير. وتبرز أهمية التبرع بالدم في كونه يمكن من إنقاذ الحياة البشرية، علما بأنه لا يشكل أي تهديد لصحة الشخص المتبرع، فكل إنسان يجدد كل يوم 250 مليون من كريات الدم الحمراء. وبالتالي فإن كل شخص (ذكر و أنثى) يبلغ من العمر أكثر من 18 سنة وأقل من 60 سنة يتمتع بصحة جيدة، يمكنه التبرع بالدم 5 مرات في السنة بالنسبة للرجل و3 مرات في السنة بالنسبة للمرأة. وتكون كل عملية تبرع بالدم مسبوقة بمحاورة مع الطبيب المختص، الذي يمكنه التعرف على الحالة الصحية للمتبرع بغية تأمين سلامته وسلامة المريض الذي سيأخذ الدم. ومن ثم يتعين على المتبرع الإجابة بكل صدق على أسئلة الطبيب لتأمين سلامته وسلامة المريض. وفي الواقع، لا توجد أية خطورة على المتبرع، فالمواد المستعملة كلها معقمة وذات استعمال وحيد، كما لا يمكن للأمراض أن تنتقل بعملية التبرع، علما بأن الكمية المتبرع بها تتراوح عادة ما بين 450 و500 مل أي ما يعادل 7 بالمائة من الكتلة الدموية. ويتم أخذ الدم تحت رعاية طبية يؤمنها ممرضات وممرضون مؤهلون، حيث يؤخذ الدم في أكياس معقمة ذات استعمال وحيد، أما مدة العملية فتستغرق 10 دقائق. ويجزأ الدم الكامل إلى 3 عناصر أساسية، هي مركز الكريات الحمراء الذي يساعد على علاج فقر الدم والنزيف الدموي، ومركز الصفائح الذي يستعمل لإيقاف النزيف الدموي، والبلاسما التي تعد عنصرا دمويا يحتوي على البروتينات الضرورية من قبيل «غلوبولين» ممنع والزلال وعوامل التخثر. وتتمثل التحاليل المخبرية التي تجرى على الدم في الصنف الدموي «آ بي أو» والريزوس، وأصناف الريزوس، وصنف كيل، وكشف مضادات الكريات الحمراء، وكشف حالات الدم، وكشف مرض فقدان المناعة المكتسبة (سيدا)، وكشف مرض الكبد «بي وسي»، وكشف مرض الزهري، وقياس الأنزيمات الكبدية. وتعتبر الأصناف الدموية علامات تميز الكريات الحمراء، وتصنف في عدة نظم، المعروفة منها هي نظام «آ بي أو» ونظام الريزوس، وتمكن من التعرف على الدم المطابق للمريض حتى تتمكن من تحقينه. وحري بالذكر أن الدم مجاني لا يباع، لكن الثمن المؤدى عن الوحدة يساعد على تغطية بعض التكاليف التي تتمثل في الكيس الفارغ والمعقم ذي الاستعمال الوحيد، والتحليلات المخبرية، والمطبوعات، وبطاقة الصنف الدموي، ومصاريف التجزية والتخزين. وللإشارة، فإن المتبرع يحصل على «شهادة التبرع» بعد إعطائه الدم خمس مرات، كما يحصل المتبرع على بطاقة تحمل صنفه الدموي. المساجد في مقدمة المؤسسات في التبرع لايزال المغرب بعيدا عن بلوغ المعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية ذلك أنه، على المستوى الوطني، لا يتجاوز معدل المتبرعين بالدم75ر0 في المائة من مجموع الساكنة، وهي النسبة التي لا ترقى إلى المستوى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية والبالغة 1 بالمائة. وفي هذا الصدد فقد انخرطت مجموعة من جمعيات التبرع بالدم في هذا المجهود، ولاسيما الرابطة المغربية لجمعيات التبرع بالدم بدعم من وزارة الصحة التي توفر مراكز تحاقن الدم من أجل هذه العملية. ومن أجل حث المواطن على الإقبال على هذه المبادرة النبيلة يتم اعتماد وسائل عصرية من قبيل تنظيم لقاءات وندوات وحملات تستهدف كافة شرائح المجتمع، إلى جانب الملصقات ووسائل الإعلام، فضلا عن المؤسسات المدرسية والإدارات والفضاءات العمومية. ويبقى دور المسجد محوريا في التشجيع على التبرع بالدم، اعتبارا لما يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف من التشبث بقيم التكافل والتآزر والرحمة. لذلك فإن المساجد تأتي في مقدمة المؤسسات التي تستقطب أكبر عدد من المتبرعين بالدم ب 96ر19 في المائة ،حسب إحصائيات برسم سنة 2012 للمركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط. وتصنف المساجد قبل المراكز القارة والمتنقلة لتحاقن الدم (69ر15 في المائة) والثانويات (56ر 14 في المائة) والوزارات (91 ر0 في المائة).